مفتاح الفوز على انتر ميلان: بين هجومية شالكه وثقة البافاري؟
٧ أبريل ٢٠١١نجح شالكه في التفوق على انتر ميلان في مباراة ذهاب رباع نهائي دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي، ولقّن حامل لقب البطولة على أرضه درساً سيبقى بالتأكيد في ذاكرة لاعبي ومشجعي النادي الايطالي زمناً طويلاً. الصحافة الألمانية أفاضت في الحديث عن "أعجوبة ميلان"، التي أنقذت سمعة الكرة الألمانية، خاصة بعد خسارة بايرن ميونيخ أمام انتر ميلان في الدور السابق على أرضه 2/3، ليخرج الأخير الفريق البافاري من البطولة، بعد أن كان من المرشحين للفوز بلقبها. فما الذي فعله لاعبو شالكه ومدربهم الجديد رالف رانغنيك، ولم يستطع فعله بايرن ميوينخ؟
فاز بايرن على انتر ميلان 1/0 أمام جمهور الأخير على ملعب "جوسيبي مياتزا" في مباراة ذهاب ثمن النهائي، في مباراة تفوق فيها الفريق البافاري على كل المستويات. وخسر في مباراة الإياب على ملعبه "الاليانز أرينا" 2/3، بعد أن كان متفوقا 2/1 حتى نهاية الشوط الأول. لتنتهي المباراة نهاية مأساوية للفريق البافاري. وقال حينها رئيس النادي كارل هانز رومينيغه بعدما تمكن إنتر ميلان من تعويض تخلفه والفوز بهدف قاتل من اللاعب جوران بانديف في الدقيقة 88 من المباراة: "لقد تلقينا طعنة في القلب". مضيفاً: "كنا ساذجين للغاية خلال شوط المباراة الثاني". والسبب الذي دفع رومينيغه إلى قول ذلك، هو أن لاعبي بايرن أضاعوا الكثير من فرص تعزيز النتيجة لصالحهم ولم يستمروا بالسيطرة على مجريات المباراة مثلما فعلوا في الشوط الأول. بالإضافة إلى الأخطاء الدفاعية القاتلة، التي عانى منها البافاريون، والتي طبعت دفاع بايرن، خاصة خلال النصف الثاني من الموسم الكروي.
الهجوم وحده لا ينفع
ضعفت خطوط دفاع بايرن بعد بيعه للهولندي فان بوميل إلى فريق أي سي ميلان الايطالي، جار أنتر ميلان وغريمه التقليدي، والذي أشترى الموسم الماضي المدافع البرازيلي العملاق لوسيو من بايرن أيضاً. كما باع بايرن إلى نادي مالقا الاسباني، المدافع الأرجنتيني مارتن ديميخيليس. ليبقى خط الدفاع البافاري معتمداً على الأوكراني تيموشك، الذي برز في الفترة الأخيرة، بعد جلوس طويل على مقاعد الاحتياط. بالإضافة إلى الشاب، لاعب المنتخب الألماني بادستوبر، الذي يفتقد الخبرة اللازمة لقيادة دفاع بايرن. أما البلجيكي فان بويتين، فقد عانى من الإصابة ولم يعد إلى مستواه المعهود.
ورغم أن أسماء كروية كبيرة ألمانية وغير ألمانية، تلعب في الفريق البافاري، خاصة في خطوط الهجوم والوسط، مثل الهولندي روبن والفرنسي ريبري والألماني شفاينشتايغر في خط الوسط، وأسماء لامعة شابة في خط الهجوم، مثل ماريو غوميز وتوماس موللر، بجانب خبرة المخضرم كلوزه. إلا أن خط دفاع´بايرن الضعيف والعاجز عن تأدية واجبه بشكل مناسب، أدى إلى ضياع مجهود الفريق وإلى تعثره على المستوى المحلي. فقد قاتل من أجل الوصول إلى المراكز الثلاث الأولى في الدوري، التي تمكنه من التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم القادم. وذلك بعد أن فقد الأمل في الاحتفاظ بلقب الدوري وأصبح دورتموند، قاب قوسين أو أدنى من الفوز به. كما خرج من منافسات الكأس الألمانية على يد شالكه.
روح شبابية
أما شالكه فقد سحق انتر ميلان على أرضه وثأر للكرة الألمانية في مباراة يوم الثلاثاء الماضي. في أول مباراة على المستوى الأوروبي تحت قيادة المدرب رالف رانغنينك، الذي خلف فيليكس ماغات في مهمة تدريب شالكه. ويحسب إلى ماغات رغم كل الانتقادات التي وجهت إليه، أنه هو من أوصل شالكه إلى دور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، رغم تعثر الفريق في الدوري الألماني "بونديسليغا". إلا أن أسلوبه بقيادة الفريق لم يكن يتسم بالمرونة، ولعل تركه للفريق منح لاعبيه الكثير من الحرية. والدليل على ذلك انتقاد المهاجم البيروفي جيفرسون فارفان وزميله لاعب خط الوسط جيرماين جونز، في مقابلتين مع صحيفة "شبورت بيلد" الألمانية مديرهما الفني السابق ماغات.
وقال فارفان إن ماغات أثار أجواء من الخوف لدى لاعبي الفريق، وأوضح اللاعب أنه كان يعتزم الرحيل من النادي ولكنه الآن يتمنى البقاء مع شالكه تحت قيادة رانغنيك. وقال "عدنا للضحك مجدداً داخل غرف تغيير الملابس. انتهى الضغط النفسي من ماغات. السعادة تسود شالكه حالياً". وقال جونز إنه ترك النادي في عطلة الشتاء من أجل الانضمام إلى بلاكبيرن الإنكليزي على سبيل الإعارة بسبب ماغات الذي "دمر" إمكانيات الفريق التقليدية.
أما رانغنيك، الذي دارت حول إمكانية نجاحه مع شالكه الكثير من الشكوك في الأوساط الألمانية، فقد اعتبر أن الفضل بهذا الفوز يعود إلى الذهنية الهجومية التي تمتع بها فريقه. وقال بعد نهاية المباراة: "حاولنا منذ الدقيقة الأولى أن نلعب كرة هجومية. وبالطبع عندما تلعب بهذه الطريقة فأنت تمنح الفريق الخصم فرصة تهديد مرماك لكننا خلقنا بدورنا الكثير من الفرص". وشاهد رانغنيك شريطاً مسجلاً للمباراة التي خسرها انتر ميلان أمام منافسه العنيد أي سي ميلان بثلاثة أهداف نظيفة في الدوري الإيطالي يوم السبت الماضي. ولذلك قرر رانغنيك أن يحاول استغلال نقاط الضعف غير المعتادة في دفاع انتر بدلاً من الارتداد للخلف ومحاولة التصدي لمحاولاته الهجومية. الأمر الذي جعل شالكه يتمكن، رغم الصدمة المبكرة التي تعرض لها بالهدف الذي سجله ديان ستانكوفيتش لفريق انتر بعد 25 ثانية فقط من بداية المباراة، من تحقيق التعادل مرتين. والفوز بالنهاية على حامل لقب البطولة وإعادة الهيبة للكرة الألمانية، التي كان يحتكر تمثيلها وحيداً بايرن ميونيخ على المستوى الأوروبي.
عباس الخشالي
مراجعة: عماد م. غانم