مغردون عرب يوظفون ديمقراطية تونس للسخرية من أوضاع بلدانهم
١٧ سبتمبر ٢٠١٩ما بين الشعور بالمرارة وروح الدعابة، أثار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي العرب موجة من السخرية يقارنون من خلالها بين الأوضاع السياسية في بلدانهم وانتخابات تونس، التي جرت يوم 15 سبتمبر أيلول 2019، في ظل ما تعيشه المنطقة العربية من أزمات سياسية وهيمنة أنظمة حكم غير ديمقراطية.
وملأ مغردون ومعلقون مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات وفيديوهات وصور ساخرة تقارن بين التجربة الديمقراطية في تونس والأوضاع في دول عربية أخرى منها الجزائر التي تجتاز بصعوبة مأزقا سياسيا بعد ثمانية أشهر من الحراك المطالب بتغيير للنظام السياسي، ومصر التي يشتد فيها الجدل حول قضايا الفساد والحكم.
فقد أظهر رواد موقع تويتر من المصريين اهتماماً واسعاً بالانتخابات التونسية، لاسيما بعد الزوبعة الأخيرة والجدل على خلفية اتهامات بفساد في الجيش المصري واتهامات للرئيس السيسي ببناء قصور فاخرة، أطلقها الفنان ورجل الأعمال محمد علي. إذ غردت صفحة مصرية يطلق عليها "الإعلامي": "الي تونس فيه ده بسبب أن جيشها طلع خاين ومبيخفش عليها..."
وجاءت الردود المصرية على هذه التغريدة بقالب ساخر أيضاً، إذ رد أحدهم قائلاً: "اصبر شوية يامعتز لما نشوف ايه المستخبى"، فيما كان رد أحدهم: "ربنا يستر بس ومتصفيش على وزير الدفاع المستقيل اواحد شرفاء النظام".
ولم تمر مشاركة وفد مصري في مراقبة شفافية الانتخابات التونسية، دون إشارات نقد لاذعة عبر تغريدات عديدة، فقد أعاد الإعلامي أسعد طه نشر تغريدة تتحدث عن ما أسماه معلقون مصريون لمزا: "خروقات رصدتها لجنة المراقبة المصرية"، ليطلق بها موجة ردود جديدة ساخرة، "معودين ع البلح"، و "الحرية عند الطغاة خروقات!".
ويبدو أن الانتخابات التونسية جاءت في وقت رأى فيه كثير من المغردين مناسبة للتعبير عن رغبة الشباب العربي في التغيير، في ظل أزمات عديدة تواجهها بلدان عربية وارتفاع أصوات المطالبين بانتخابات حرة ونزيهة.
كما حظيت الانتخابات التونسية باهتمام رواد مواقع جزائريين، لاسيما بعد قرار السلطات الجزائرية بإجراء الانتخابات الرئاسية في 12 من كانون الأول/ديسمبر 2019، وسط المطالبات بتنحية رموز النظام قبيل أي انتخابات، ومع ازدياد الحركة الاحتجاجية الراغبة بإنشاء مؤسسات انتقالية.
وقد قارن الصحفي الجزائري المقيم بألمانيا رشدي شياحي بين الانتخابات في تونس والجزائر، متهماً سياسيي الجزائر ببيع "الهراء".
أما الستاند أب الفلسطيني علاء أبو دياب، فقد عبر ساخراً عن مطالبته بشراء الانتخابات، لتنهال عليه التعليقات: "طب ع الاقل نزلولنا القديمة عن السِدة (الرف)"، فيما كان تعليق آخر: "دايما بيشتريلكم شغلات وتفصيل وبلبسكم ياها .. وبتزعلوا .. هلأ ضاقت عينك وحليتلك تبعت جيرانك؟ تطلعش عليهم وخليهم يلبسوا .. أصلا مش حلو"، وسخر آخرون من أن ثمن الانتخابات غالٍ.
وكتب الصحفي الفلسطيني أحمد يوسف منشوراً عبر فيسبوك يطالب فيه وبأسلوب لاذع بسحب عضوية تونس من جامعة الدول العربية، مستغرباً التداول السلمي للسلطة في هذا البلد العربي:
وتعددت أشكال تعبير رواد موقع تويتر على الانتخابات التونسية، اذ زج بعضهم بأسماء نجوم كرة القدم، وغردت إحدى الصفحات الرياضية المصرية واسعة الانتشار، ساخرة من إدراج اسم محمد صلاح كأحد المرشحين في الانتخابات.
ومزجت التعليقات ما بين النقد السياسي للأوضاع في العالم العربي والسخرية التي يمكن تسميتها بـ "الكوميديا السوداء"، معربين عن رغبتهم بممارسة الديموقراطية في بلدانهم.
التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الإجتماعي تحمل معها تطلعات لدى فئات واسعة من الشباب العربي إلى تحقيق ما وصلت إليه تونس، باعتبارها تجربة سياسية استثنائية في العالم العربي.
مرام سالم