معهد "غوته" في غزة – جسر للتواصل الثقافي رغم القيود
١٢ فبراير ٢٠١٤على مساحة 70 متراً مربعاً داخل مكتبة عامة يقع معهد غوته الألماني في مدينة غزة، والذي يشكل ملقتى ثقافيا وتعليميا للسكان المحليين في قطاع غزة، حيث إنه يعتبر منبراً هاماً للثقافة الألمانية هناك، سواء بالنسبة للمتحدثين باللغة الألمانية أو الراغبين في تعلمها.
وعلى الرغم من صغر المساحة التي يشغلها معهد "غوته" الذي افتتح عام 2005 داخل مكتبة غزة العامة فإنه يعتبر مركزا ثقافياً بارزا، بل يكاد يكون المؤسسة الوحيدة للراغبين في تعلم اللغة الالمانية أو الاطلاع على الثقافة الألمانية.
معارف كثيرة في معهد صغير
من يرغب في الحصول على تأشيرة (الفيزا) بهدف الدراسة أو العمل أو في إطار لم الشمل في ألمانيا أو النمسا يلزمه إثبات معرفته باللغة الألمانية. وفي هذا الإطار يتم في معهد غوته في غزة تقديم دروس اللغة بشكل دوري.
ويتوفر المعهد على مكتبة باللغتين الألمانية والعربية، وتركز بالخصوص على اللغة الألمانية كلغة اجنبية، كما تقدم من خلال وسائط أعلامية مختلفة معلومات عن جمهورية ألمانيا الإتحادية وعن مجالات الموسيقى والفن فيها.
يوفر المعهد وسائط إعلامية متعددة لتعليم اللغة الألمانية أو للمشاركين في الدورات التدريبية اللغوية أو لغيرهم من الزائرين، وتتضمن المكتبة حوالي 450 عنوانا للأفلام الثقافية والمعرفية والأغاني.
دورات اللغة الألمانية
زرات DW / عربية معهد جوته في غزة واطلعت على تفاصيل العمل هناك، حيث التقت بمديره أكرم عروق، الذي يعمل فيه منذ افتتاحه كمدير ومدرس للغة الألمانية، حيث تحدث عن الانجازات والصعوبات التي يواجهها المعهد في غزة. ويقول عروق أن" المعهد برغم صغر مساحته في قطاع غزة يعتبر ضوءا ثقافياً قادما من ألمانيا، ويشكل ملتقى كل الراغبين في التعرف على ألمانيا ولغتها".
وأشار إلى أن المعهد قدم خلال عام 2013 دورات تدريبية متخصصة في اللغة الالمانية لما يزيد عن 400 طالب وطالبة معظمهم من الراغبين في السفر إلى ألمانيا والنمسا، حيث يعتبر تعلم اللغة شرطا اساسياً للحصول على تاشيرة الدخول.
وأوضح المتحدث أن المعهد يقدم دروس اللغة وفقاً للمنهج الرسمي المعتمد لستة مستويات، غير أن الغالبية العظمى من الدارسين تدرس المستوى الأول فقط والذي يستمر لمدة ثلاثة شهور بواقع 140 ساعة تدريبية، واحياناً يكفي المستوى الثاني للنجاح في المقابلات التي تجريها السفارة بهدف الحصول على تأشيرة السفر إلى ألمانيا.
في حديثها مع DW تعبر الطالبة أميرة صادق عن سعادتها لوجود هذا المعهد الذي يعتمد الاساليب الحديثه في التدريس وتقول: "هذا المكان ليس مجرد مكان لتعلم اللغة، انه مركز ثقافي كبير بمضمونه، انا اتعلم اللغة فيه وأسعى للاطلاع على الثقافة الألمانية ايضاً".
نشاطات ثقافية
في سنواته الأولى قام المعهد بتقديم خدمات ترتبط بالنشاط الثقافي لعامة الناس، مثل تنظيم ورشات عمل او ندوات او حلقات نقاش لبعض الكتب الحديثه أو عرض أفلام ثقافية بشكل اسبوعي كما هو الأمر في المقرالرئيسي للمعهد بمدينة رام الله بالضفة الغربية.
ومن ضمن الفعاليات التي اعتاد المعهد على تقديمها يتم تنظيم فعاليات ثقافية بمناسبة اليوم الوطني الألماني، إضافة الى إعارة كتب باللغات الألمانية والانجليزية والعربية وغيرها من الكتب والمراجع عن ألمانيا وأدبياتها وارتباطاتها الدولية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى تقديم أعمال لمؤلفين فلسطينيين مترجمة إلى اللغة الألمانية.
رقابة حكومية
منذ سيطرة حركة حماس على غزة عام 2007 يواجه معهد جوته في غزة نوعا من الرقابة الحكومية عليه حيث إن المكتبة العامة التي يتواجد فيها تابعة لبلدية غزة، والتي يديرها مجلس إدارة شكلته حركة حماس. ويوضح عروق أن المعهد لا يقدم حالياً اكثر من الدورات التدريبية في اللغة ولا يستطيع تنظيم فعاليات ثقافية أخرى مثل عرض الافلام وغيرها، حيث إن اللجنة الرقابية تفرض قيوداً معينة على عرض الأفلام. وأضاف أنه قبل فترة قصيرة "ارسلنا خمسة نسخ من أفلام ثقافية مختلفة إلى البلدية للاطلاع عليها والسماح لنا بعرضها، إلا أن اللجنة المختصة رفضتها جميعها بحجة وجود بعض المشاهد التي لا تتوافق مع ثقافة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، فكنا مضطرين على إلغاء تلك الفعاليات".
كما تفرض ادارة مكتبة غزة العامة شروطاً على المعهد فيما يتعلق بصور النساء على أغلفة الكتب أو ألاقراص المدمجة وعرضها في الواجهة من خلفية " الحفاظا على الأخلاق العامة" كما يلاحظ عروق.
ومع استمرار القيود الحكومية والرقابة قرر المعهد نقل مقره إلى مقر المركز الثقافي الفرنسي في غزة مطلع شهر نيسان/إبريل من العام الجاري، ليحاكي ما هو معمول به في مدينة رام الله وليصبح اسمه "المركز الثقافي الألماني الفرنسي".