معطيات جديدة حول مصرع الطالبة المصرية شادن بحادث في ألمانيا
١٢ أغسطس ٢٠١٧تفاصيل جديدة كشفتها قناة "rbb" إحدى فروع القناة الألمانية العامة الأولى "ٌِARD"، حول مصرع الطالبة المصرية "شادن م." (22 عاما)، التي لقيت حتفها في أبريل/ نيسان الماضي، متأثرة بجروحها بعدما صدمتها سيارة في قلب مدينة كوتبوس بشرق ألمانيا بعد منتصف ليل السبت 15 أبريل/ نيسان.
"شادن م." هكذا ورد اسمها في التقارير الألمانية. وجاءت إلى كوتبوس مع طلبة آخرين من الجامعة الألمانية بالقاهرة كطلبة زائرين، لكن بعد وقوع الحادث سحبت الجامعة في القاهرة تلامذتها من كوتبوس وعادوا إلى مصر. بيد أنه مازالت هناك أسئلة بدون إجابة سواء بخصوص تحريات الشرطة الألمانية حول الحادث أو الكلام حول ألفاظ عنصرية وسخرية وجهت لشادن، وهي ملقاة في دمائها على الأرض.
وكانت الشرطة قد أصدرت بيانا آنذاك قالت فيه إن الشابة المصرية خرجت فجأة من بين مجموعة من الأشخاص لتعبر طريق السيارات. كما نقلت الصحيفة المحلية لكوتبوس عن النيابة العامة هناك أن "السائق لم يكن بمقدوره تجنب وقوع الحادث."
لكن ثلاثة صحفيين في قناة "rbb" كشفوا في تقرير نشر أمس الجمعة (11 آب/ أغسطس) على موقع القناة أن "عددا من شهود العيان يصورون الحادث بشكل مختلف." وتساءل معدو التقرير "كيف يمكن أن يقع مثل هذا الاصطدام في منطقة أقصى سرعة مسموح بها هي 30 كيلومتر في الساعة؟"
"لم يستخدم الفرامل وإنما زاد سرعته"
ونقل التقرير شهادة اثنين من زملاء شادن، حضرا الواقعة وتحدثا مع القناة الألمانية عبر الهاتف من القاهرة. وأفاد الشاهدان أن سائق السيارة (عمره 20 عاما) لم يستخدم الفرامل وإنما على العكس زاد من سرعته بقوة قبيل الاصطدام بها مباشرة.
وأوضح أحدهما، واسمه مؤمن نبيل: "سمعنا فجأة خلفنا سيارة تسرع، وكانت سرعتها تزداد وتقدمت شادن أمامنا فصدمتها السيارة بقوة ووقعت على رصيف المشاة بجوار محطة الترام، وواصل السائق سيره ببساطة دون أن يخفض من سرعته." أما زميله يوسف صلاح فأكد ما قاله مؤمن وتابع "كان يزيد من سرعته دائما، ولم يكن الشارع عريضا ليستغرق كل هذا الوقت لتعبره شادن، ومن ثم صدمها."
شاهد آخر يؤكد أقوال الطالبين
كان هناك شاهد آخر في نفس المكان لا ينتمي لتلك المجموعة. ولأن الشاهد يخشى من أن يتلقى تهديدات من قبل من يعادون الأجانب في كوتبوس، طلب من معدي التقرير بأن يبقى مجهولا. ويقول إنه أيضا سمع صوت محرك السيارة، الذي يدل على أنها كانت مسرعة "للغاية".
ويقدر الشاهد سرعة السيارة بين 60 و70 كيلو متر في الساعة، ويستند في ذلك إلى صوت الارتطام الذي سمعه، والسرعة الكبيرة التي رأى السيارة تسير بها بعد سماعه ذلك. وقال الرجل "أعلم أن شخصا جاء بفردة حذاء للضحية وقال إنه وجدها بعدما طارت على الجانب الآخر من الشارع." وأضاف الشاهد "أعتقد أن شيئا كهذا لا يمكنه أن يقع عند سرعة 30 كيلومترا."
سباب عنصري للضحية
بعد الاصطدام بالطالبة المصرية جاء ركاب السيارة إلى مكان الحادث وبدأ أحدهم يوجه سبابا معاديا للأجانب يقول الشاهد. وأضاف الشاهد لقناة "rbb" أنه في نفس الليلة أرسل إلى أصدقاء له عبر تطبيق "واتس آب" رسالة صوتية يقول لهم فيها إن ركاب السيارة كانوا يسخرون، وقالوا أشياء مثل "يجب عليكم أن تنظروا. إنهم ليس لديهم شوارع في بلدهم، ويجب عليهم أن "يغوروا" إلى بلدهم الـ... وشيئا من هذا القبيل."
ويؤكد الشاهد أن السباب الذي وجهه ركاب السيارة "يجب أن يكون سمعه رجال الشرطة، الذين كانوا يحاولون تأمين موقع الحادث". ويضيف "لقد كانت التصريحات عالية جدا لدرجة لا يمكن عدم سماعها." وتابع الرجل أنه سمع أحد رجال الشرطة يكرر دائما "يجب علينا الآن هنا أن نسجل (بيانات) الحادث ونؤدي عملنا، أما أي شيء آخر فهو بالنسبة لنا سيان."
التحقيقات حول الحادث ما زالت مستمرة في كوتبس وخلال شهرين أو ثلاثة تنوي النيابة العامة هناك إصدار قرار بشأن رفع قضية أم لا، يقول تقرير قناة rbb.
صلاح شرارة