معرفة جنس الجنين..هل يفسد الفضول متعة المفاجأة؟
١٧ فبراير ٢٠١٦كان ظهور تقنية الكشف عن جنس الجنين في رحم أمه، بمثابة ثورة علمية نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي. ومع الوقت وفي زمننا الحالي، يفضل أغلب الآباء والأمهات الاستفادة من هذه المعلومة الإضافية ومعرفة جنس الضيف المنتظر، لكن البعض الآخر يرفض الفرصة التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة لمعرفة جنس المولود.
تتذكر طبيبة النساء والولادة الألمانية ورئيسة قسم أمراض النساء بكلية الطب بجامعة هانوفر، ميشتهيلد نايسيس، الانتقادات التي صاحبت انتشار تقنية الكشف عن جنس المولود قبل أكثر من 35 عاما والتي تركزت على أن هذه التقنية الجديدة وقتها، من شأنها إفساد حالة التخيل التي يعيشها الأب والأم خلال فترة الحمل، وفقا لتقرير نشرته مجلة "إلترن" الألمانية.
من ناحية أخرى يرى مؤيدو هذه التقنية، أن معرفة جنس المولود تساهم في صنع صورة أكثر تحديدا عن هذا "الكائن المجهول" وبالتالي تساعد في بناء العلاقة بين الأب والأم والطفل. ويقول بعض خبراء علم النفس، إن مساحة تخيل شكل الجنين بعد معرفة نوعه، هي أولى خطوات الارتباط العاطفي به، كما أنها تضع حجر الأساس لعلاقة سعيدة بعد ذلك. على الصعيد الآخر تتيح حالة الغموض حول جنس الجنين، للأم تحديدا، الاعتماد على ما تقوله مشاعرها حول جنس المولود الذي تحس بحركته داخل أحشائها.
أما من ناحية شراء مستلزمات المولود الجديد، فيرى مؤيدو الفكرة أنها تسهل لهم اختيار شكل وألوان الملابس المناسبة لكل جنس علاوة على أنها تعطي مساحة لإعداد الحجرة المناسبة للذكر والتي تختلف بالطبع عن حجرة الأنثى. لكن من الناحية الأخرى يجد البعض متعة في شراء الملابس المحايدة على الأقل خلال الأسابيع الأولى من حياة الطفل.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن أكثر من 80 بالمئة من الآباء والأمهات في العصر الحالي يطلبوا معرفة جنس الجنين بمجرد أن يصير ذلك ممكنا (بداية من الأسبوع الـ 16 للحمل)، وهو أمر تبرره الطبيبة نايسيس وفقا لمجلة "إلترن"، بالرغبة المتزايدة لدى الإنسان في معرفة الأشياء الغامضة المرتبطة بحياته وتراجع فكرة ترك الأمور تجري على طبيعتها وانتظار ما يأتي في النهاية.
#gallery#
ا.ف/ ع.ج.م DW