معرض لايبزغ للكتاب: محفل للأدب والفكر في أوروبا
تقوم دور نشر من أكثر 36 دولة بعرض آخر إصداراتها من الكتب في معرض لايبزغ للكتاب الذي تم افتتاحه في الخامس عشر و يستمر حتى يوم الأحد الموافق التاسع عشر من الشهر الحالي. ويرتبط بهذا المعرض احتفال الأدب أو المؤلفات الأدبية وهو بعنوان "لايبزغ تقرأ" ويضم هذا المحفل الأدبي حوالي 1800 فعالية ليس فقط على أرض المعرض، وإنما منتشرة في أكثر من 250 مكاناً في مختلف أنحاء مدينة لايبزغ. ويتوقع أن يزور لذه الفعاليات والتي تتمثل بالقراءات الأدبية والشعرية والمنتديات المختلفة وحلقات النقاش أكثر من 1500 من المؤلفين والنقاد والفلاسفة والباحثين والممثلين والموسيقيين والرياضيين.
معرض لايبزغ ذو صبغة عالمية
معرض لايبزغ الذي أخذ يحظى باهتمام أكبر لاسيما بعد وحدة الألمانيتين، أصبح يعد ومنذ فترة طويلة أحد أهم معارض الكتب الألمانية التي تقام في فترة الربيع وهذا ما يؤكده الإقبال المتزايد عليه في كل عام. ويعكس عدد المشاركين من العارضين لهذا العام البالغ 2.162 عارضا من 36 دولة النمو الواضح في اكتساب هذا المعرض أهمية متزايدة على الصعيد العالمي. الجدير بالذكر أن معرض لايبزغ يعتبر على وجه التحديد مكاناً مميزاً لدور النشر الصغيرة والمتوسطة لترويج برامجهم وكتبهم للجمهور، كما يعد المعرض فرصة ذهبية أمام هؤلاء العارضين لتحفيز وتشجيع زوار المعرض على القراءة، كما يقول فولفغانغ مارتسين مدير المعرض.
منذ 15 عاماً أصبحت فعالية "لايبزغ تقراً" جزءاً لا يتجزأ من معرض لايبزغ للكتاب، حيث تقدم ندوات للقراءة على مدار الساعة وتلقى المحاضرات وتدار حلقات النقاش في جميع أنحاء المدينة. ونشأ معرض لايبزغ في البداية كفكرة تسويقية تطور بعدها على مدى السنين ليصبح أحد أكبر المحافل الأدبية على مستوى أوروبا. ويقام في إطار برنامج الاحتفال ومدته 4 أيام حوالي 1800 فعالية يشارك فيها أكثر من 1500 شخص منهم العديد من الكتاب المشهورين أمثال مارغريت دو مور، زيرويا شاليف، يان فاكتور وغيرهم. ولا يركز المعرض على الكتاب المعروفين فحسب، وإنما يحاول أيضاً إتاحة الفرصة أمام الكتاب المبدعين الغير معروفين لتقديم أعمالهم الأدبية، كما يقول القائمون على هذا المعرض.
لايبزغ تقرأ
يتميز معرض لايبزغ بأمسياته الطويلة والتي يشارك فيها حوالي 40 من الكتاب الألمان الشباب من خريجي معاهد الآداب والحاصلين على جوائز مميزة في الأدب. كما يتاح للمشاركين في هذا الأمسية أعمالهم أمام الجمهور ودور النشر المختلفة وعدد من المحاضرين والصحفيين. وإلى جانب اهتمام هذا المعرض بالأدب الألماني الشاب، بدأ المعرض باستقطاب الأدب والأدباء القادمون من شرق ووسط أوروبا والذي أصبح يحظى باهتمام الكثيرين، وهذا ما تعكسه مشاركة كل من سلوفينيا وأوكرانيا لأول مرة في فعالياته.
ضرورة استقطاب الجيل الشاب
أما الأولوية الكبرى لمعرض لايبزغ للكتاب، جسب ما يقول مارتيس، فتكمن في تشجيع وحث الزوار الصغار والكبار على القراءة. وفي هذا الإطار حقق المعرض في مجال كتب الأطفال والشباب نمواً ملحوظاً لاسيما في عدد العارضين المهتمين بهذا المجال والذي بلغ حوالي أكثر من 400 عارض، عمدوا تقديم كل ما هو ممكن لتشجيع وتحفيز القراء الصغار وجيل المستقبل على ممارسة القراءة. وفي مجال الكتب المسموعة فيعتبر معرض لايبزغ بحق أحد المعارض الرائدة. فقبل سبعة أعوام التفت القائمون على المعرض إلى أهمية هذه الوسيلة السمعية الجديدة والتي أثبتت جدارتها على مدى السنين القليلة الماضية. من هنا فقد تم تخصيص أمسية خاصة للكتب المسموعة تختم بمنح جائزة لفضل كتاب مسموع.
لا غرو أن معرض لايبزغ للكتاب استطاع بعد 15 عاماً من النجاح المتواصل أن يثبت للجميع بأنه ظاهرة مميزة في عالم المعارض والتظاهرات الثقافية في ألمانيا وأوروبا.