معرض ديترويت الأمريكية: صناعة السيارات الألمانية تبقى رائدة
١٧ يناير ٢٠١٣فتح معرض السيارات في ديترويت الأمريكية أبوابه منذ الاثنين في أجواء تفاؤل مع استعادة المصنعين الأمريكيين عافيتهم وعودة قوية لليابانيين بعد عام سيء في 2011، فيما يمر القطاع في أوروبا بأزمة كبيرة. ورغم هذه الأزمة تفيد استطلاعات رأي أخيرة أن شركة فولكسفاغن الألمانية تحتل مكانة مرموقة في حجم المبيعات. وهذا ما يؤكده أيضا ماتيو مايير مدير قسم شؤون قطاع السيارات في إحدى شركات الاستشارة المرموقة بألمانيا الذي لا يستبعد أن تحقق فولكسفاغن هدفها المعلن في شغل المرتبة الأولى عالميا بحلول عام 2018 كأول شركة منتجة للسيارات. وقال في هذا السياق إن "فولكسفاغن تتصدر قائمة الشركات التي تسجل أكبر نسبة نمو حسب الخبراء المستطلعة آراؤهم. إذن حلم فولكسفاغن يبدو قريبا ليصبح حقيقة ملموسة".
فولكسفاغن و بي إم دبليو في الصدارة
وتكشف البيانات أن فولكسفاغن تسجل أكبر نسب نمو في العالم، تليها في المرتبة الثانية بأفضل فرص نمو بين أكبر الشركات العالمية شركة بي إم دبليو الألمانية. وبعد فولكسفاغن وبي إم دبليو تأتي شركة تويوطا اليابانية لتبقى المرتبة الرابعة من نصيب هيونداي كيا الكوريتين. ونجد من بين الشركات العشر الأولى التي تملك أفضل فرص نمو أربع شركات صينية غير معروفة في البلدان الغربية. كما أن شركة طاطا الهندية التي تملك أيضا سيارتي جاغوار ولاند روفر الفاخرتين من ضمن الشركات الأوائل العشر المصنفة في امتلاك فرص تحقيق الأرباح. ويقول الخبير الألماني في تقييمه لقائمة شركات السيارات الأكثر نجاحا بأنه "من بين الشركات العشر التي تملك أكبر قدرات نمو توجد ثماني شركات في آسيا التي يتمركز أكبر عدد منها في الصين. وهذه ستكون بلا شك الشركات الأوفر حظا لتحقيق أكبر نسبة نمو خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة".
ويتوقع الكثير من الخبراء في هذا القطاع أن تتراجع قوة الإنتاج والمبيعات خلال السنوات الخمس المقبلة، لاسيما في أوروبا. وتشير هذه التوقعات إلى أن أقوى تراجع في الانتاج والبيع سيكون في إيطاليا وإسبانيا.
منافسة متنامية من الاقتصاديات الصاعدة
ويختلف الوضع تماما في الاقتصاديات الصاعدة حيث ينطلق الخبراء من تسجيل هذه الأخيرة في السنوات المقبلة نسب نمو متزايدة في الإنتاج والبيع، لاسيما في الصين والهند والبرازيل وروسيا. وتفيد دراسة صادرة عن إحدى مؤسسات الاستشارة الاقتصادية في ألمانيا أن السيارات التي ُتنتج في البلدان الصاعدة للسوق المحلية ستحقق حتى عام 2018 مستويات الجودة السائدة في البلدان المتطورة. وهذا يدل على أن تلك الدول ستكون قادرة في مستقبل قريب على تصدير منتجاتها من السيارات إلى الخارج. ويؤكد بعض المعنيين بتطور قطاع السيارات أن الاقتصاديات الصاعدة ستحاول ولوج السوق الأوروبية عبر أوروبا الشرقية، أي أنه من المحتمل أن تستغل شركات صينية وهندية سوق أوروبا الشرقية كجسر لاقتحام السوق الأوروبية الغربية، فيما ستعمل تلك الشركات الصينية والهندية في القارة الأمريكية على استغلال المكسيك كمعبر لبيع مختلف أنواع السيارات.
وتشكل رغبات الزبائن حسب تنوع المناطق تحديا كبيرا أمام الشركات المنتجة. ففي الدول الصناعية المتطورة تنصب طلبات الزبائن على اقتناء سيارات صغيرة الحجم مراعية لعنصر المحافظة على البيئة. كما أن صناعة السيارات تعكف منذ مدة على تطوير تقنيات المحركات الحديثة. فرغم الاهتمام القوي مؤخرا بالمحركات الكهربائية، فإن الخبراء يعتقدون أن استثمار الأموال سيركز في السنوات الخمس المقبلة على مواصلة تحسين مردودية المحركات ذات الاحتراق الداخلي.