معرض ألماني متنقل للتعريف بالإسلام - تغيير الصور النمطية
١٧ يوليو ٢٠١٣تتابع يسرى وزملاؤها تعليمهم في إحدى مدارس المرحلة الابتدائية بمدينة بون الألمانية. وكما هو الحال بالنسبة للعديد من التلاميذ من أصول مهاجرة فيسرا مسلمة الديانة. اليوم تقوم يسرى برفقة زملائها في المدرسة بزيارة إلى معرض لصور الشباب المسلم في ألمانيا. المعرض المتنقل يعرض صوراً قام التلاميذ بالتقاطها، وسيحط رحاله في العديد من المدارس الألمانية لتعريف تلاميذها عن قرب بالدين والثقافة الإسلاميين. ويتولى المركز الاتحادي للتثقيف السياسي دعم هذا المعرض.
"الألمان لا يعرفون الإسلام جيداً"
عن فكرة المعرض والأهداف المنتظرة منه يقول توماس كروكار، مدير المؤسسة الفيدرالية للتثقيف السياسي في حوار مع DW عربية: "يلعب الدين دوراً مهماً في حياة الناس وله تأثيرٌ كبيرٌ على هويتنا وعلاقاتنا بالآخرين". وعن اختيار الإسلام موضوعاً للمعرض يقول كروكار: "العديد من الناس في ألمانيا متدينون بالإسلام، ورغم أن المسلمين في ألمانيا يعيشون هنا منذ عقود إلا أن عموم الناس تجهل دينهم، ولا تتجاوز معارفهم الصورَ النمطيةَ المتداولة".
ولا يقتصر الجهل بالإسلام على غير المسلمين وحدهم بل يشمل الجيلين الثاني والثالث من المسلمين المولودين هنا على حد تعبير كروكار. فأغلبهم لا يتقن اللغة العربية الفصحى، ولا تتجاوز معارفهم ما يُتداول بين الأفراد المنتمين إلى المذهب الديني نفسه أو البلد نفسه، فالتركي لا يعرف الكثير عن الفارسي أو العربي والعكس صحيح.
التلاميذ يتقمصون دور الأستاذ
في إحدى القاعات الفسيحة داخل المدرسة تم تثبيت العديد من الصور والملصقات للعديد من الشباب المسلمين مع تعليقات مصاحبة لها، يمكن قراءتها أو السماع إليها في سماعات توجد رهن إشارة الزائرين. كما توجد إمكانية التعرف أكثر على الحياة الشخصية والعائلية لأصحاب الصور من خلال مشاهدة أشرطة مصورة عنهم وعائلاتهم.
وتسند مهمة تقديم الشروحات إلى تلاميذ مسلمين وغير مسلمين تلقوا تدريباً خاصاً عن الإسلام. وعن اختيار التلاميذ لتقديم الشروحات عوض الأساتذة أو الخبراء في المجال يقول كروكار: "التلميذ يمكنه أن يوصل الفكرة لزملائه على نحو أسرع وأفضل من الأستاذ أو الخبير. والهدف هو أيضاً تشجيع التلاميذ ودفعهم لأخذ زمام المبادرة، وتعلم الحوار فيما بينهم".
"اكتشفت أن اللهَ رب المسيحيين واليهود أيضاً"
بعد انتهاء زيارة يسرى وزملائها إلى المعرض سألناها عن انطباعاتها فقالت: "المعرض مهم جداً ووضح لنا أشياءً كثيرة مثل الغنى والتعدد الموجود في الإسلام. وبين المعرض لغير المسلمين أن الدين الإسلامي ليس دين تطرف وعنف يبعث على الخوف".
أما زميلها دومنيك ذو الديانة المسيحية فقال: "تعلمت العديد من المعلومات والمعطيات التاريخية وطريقة ممارسة المسلمين لديانتهم. واكتشفت أيضاً أن المسيحيين واليهود في الدول العربية يقولون الله أيضاً. ففي السابق كنت أعتقد أن المقصود بالله هو رب المسلمين فقط".
بقي المعلم ميشائيل تسونكار يتابع تلاميذَه دون أن ينبس ببنت شفة ما دامت مهمة تقديم الشروحات موكولة للتلاميذ أنفسهم. وعن دور مثل هذه التظاهرات في دعم الحوار الديني والثقافي بين التلاميذ يقول تسونكار: "لقد تابعت كيف أنهم يتحاورون بشكل جاد وجيد ويحاولون فهم الأشياء. وهذا هو المهم، وأنا متأكد من أن تلك المعارف سترافقهم في مسيرتهم وحياتهم الخاصة والعامة".
وحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة المكتب الاتحادي لحماية الدستور، بلغ عدد المسلمين في ألمانيا أربعة ملايين مسلم (حسب إحصائيات 2010)، ويتوزعون حسب مذاهب وتيارات عدة كالسنة والشيعة والعلويين والأحمدية والمتصوفة والإسماعيلية والسلفية.
الإسلام في المدارس
أصبح منذ حوالي عشر سنوات بإمكان التلاميذ من أصول مسلمة تلقي الدروس في الدين الإسلامي بالعديد من المدارس الألمانية. وفي لقاء مع DWعربية قال، رامين مسرات، الذي يعمل معلماً لمادة الديانة الإسلامية في ألمانيا: "أهم شيء نحاول تلقينه للتلاميذ هو الأدب والأخلاق". ولا تقتصر دروس الإسلام على تلقين التعاليم الإسلامية للتلاميذ، بل يتم الانفتاح على الديانات السماوية الأخرى. في هذا الصدد يقول مسرات: "نقدم أيضاً دروساً حول الديانة اليهودية والمسيحية ونتحدث عن الأمور التي تجمعنا ونتشارك فيها ونحترم الاختلافات التي توجد بيننا، والتي توجد بين المسلمين أيضاً"ً.
تنويه:ينشر هذا المقال في موقع DW والجزيرة نت Aljazeera.net في إطار مشروع مشترك.