معاناة قرية في سوتشي بسبب الأولمبياد
٣ فبراير ٢٠١٤ماذا؟ أخشتير؟ أين تقع؟ نظام الملاحة في سيارات الأجرى لا يستطيع تحديد هذا المكان. إنها قرية تقع في منحدر جبلي في منطقة حدودية مع أبخازيا. في هذه القرية يعيش 70 شخصا فقط. ستستفيد معظم المناطق المحيطة بسوتشي من الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث ستوفر فرصاً للعمل، كما أن العديد من الأشخاص راضون عن البنية التحتية الحديثة التي أنشئت لاستقبال فعاليات هذه المسابقة الرياضية الشتوية، غير أن سكان قرية أخشتير يرون الأمر بشكل مختلف.
"هذه الألعاب لا تجلب لنا شيئاً. من قبل كنت أشرب من مياه نهر مسيمتا، وأصطاد سمك السلمون، والآن؟" هكذا يقول إيليا سامزين غاضبا وهو أحد سكان القرية، ثم ينظر إلى المياه المصفرة المعكرة المحيطة بالمنشآت الرياضية الأولمبية وهو يقول:"الآن يمكن للمرء أن يصطاد الحطام فقط في النهر."
لا شيء بقي على حاله
منذ بدء أشغال بناء المنشآت الأولمبية سنة 2008 في سوتشي تغيرت حياة سكان قرية أخشتير بشكل درامي. فقبل ذلك كانت القرية عبارة عن مكان طبيعي مئة في المئة، غير أنه مع بدء الاستعدادات للألعاب الأولمبية فقدت القرية وضعها كمحمية طبيعية، إذ أصبحت القرية محاطة بالمحاجر والمقالع الرملية. ثم بدأ نقل الأنقاض على الطريق المؤقت الوحيد الموجود في تلك القرية.
كما أن إنشاء طريق محلي وطريق سريع تطلب اقتطاع جزء من الساحل المؤدي إلى كراسنايا بوليانا في أعالي الجبال، كما تم تدمير ضفة نهر مسيمتا، وقطع العديد من الأشجار القديمة. وتحولت الأنقاض إلى مشكلة حقيقية، إذ أن الركام أصبح أعلى من اللافتات التي كتب عليها أنه "يمنع رمي حمولات القمامة في محمية المياه".
تقول أولغا نوسكوفيتس وهي عضو في منظمة "حماية الطبيعة في شمال القوقاز" في حديث لها مع DW إن المشكلة في هذه الأنقاض والركام أن المواد الموجودة بها غير مراقبة، وسوف تصير جزءا من الأرض مع الوقت.
نقص المياه النظيفة
تلوث الماء وتراكم مخلفات البناء ليستا المشكلتين الوحيدتين كما يرى سكان قرية أخشتير، فالأخطر أن القرية لم يعد بها مياه صالحة للشرب، إذ خسرت القرية آبار المياه بسبب أعمال البناء. ويضيف إيليا سامزين في هذا السياق: "التربة لدينا مثل الاسفنج، الآن ترسو آلات البناء والتي يبلغ وزنها مئات الأطنان". ومنذ ذلك الحين أصبح من الضروري تزويد القرية بالماء، الذي يكفي الإنسان فقط ولا يكفي المواشي، مما دفع الكثرين التخلي عن مواشيهم.
وبالرغم من كل هذه المعاناة، فإن سكان القرية ليس بإمكانهم استخدام الطريق السريع البعيد عن القرية بنصف كيلومتر، إذ لا يوجد شارع محلي يربط بين القرية وبينه، أما الجسر الرابط الذي يستخدمه المشاه فهو متهالك. ويقول سامزين إن "رئيس البلدية وعد قبل ثلاث سنوات أمام كاميرات التلفزيون بأن القرية ستحصل على الماء وعلى طريق محلي يربط القرية بالطريق السريع، غير أن ذلك لم يتحقق لحد الآن".
وعود مفتوحة
ولم يزر رئيس البلدية القرية مجدداً سوى قريباً، وعندها وعد الناس بإغلاق المحجر قريبا وبإصلاح الطريق الواقع بالقرب من القرية، كما وعدهم بإعادة خطوط الحافلات التي تم الغاؤها سنة 1991. ولم يكتف بذلك بل وعد أيضاً بتوصيل خط الغاز للقرية.
وفي لقاء آخر تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل للبحث عن الماء الصالح للشرب، وفي انتظار ذلك يتم يوميا نقل المياه إلى القرية. أما السكان فهم غير متفائلين بالوضع، إذ يقولون أن رئيس البلدية لا يلتزم بوعوده.