معاداة السامية ـ يهود ألمانيا يطالبون بمزيد من التضامن!
١٢ يونيو ٢٠٢٤"منذ السابع من أكتوبر، لم نعد نقدم أنفسنا كيهود"، حسبما تقول أرييل إلبرت من جمعية كيشيت ألمانيا (وتعني بالعبرية: قوس قزح). وتضيف إلبرت: "نحن نخفي رموزنا ونكون حذرين عندما ندخل أي مكان".
في جمعية كيشيت ألمانيا، يتجمع اليهود المثليون، الذين يسعون للحوار مع المجتمع المدني، وقد مارسو الحوار منذ لفترة طويلة.
ولكن منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، لم يبقَ من هذا سوى القليل: "الأشخاص الذين كنا نعمل معهم ينشرون الآن خطابات تحريضية معادية للسامية"، تصف إلبرت عواقب الكراهية المتزايدة بشكل هائل على المتضررين.
وحسب إلبرت فإنّ توفير الحماية من الشرطة هو الحد الأدنى من الأمان لدخول أي مكان. كما يتم إلغاء الفعاليات أو لم يعد يُخخط لها أصلاً. وتحكي أرييل إلبرت من منظور المتضررين وتعطي صورة "عن الوضع المدني الاجتماعي لمعاداة السامية" في برلين.
ويشار إلى أنّ ألمانيا أيضا تصنف حركة حماس على أنها منظمة إرهابية.
ويتعامل يليكس كلاين مع هذا الأمر يوميًا. منصبه الرسمي: مفوض الحكومة الألمانية لحياة اليهود في ألمانيا ومكافحة معاداة السامية. يقول كلاين: "لكي يتم استئصال التربة الخصبة لكراهية اليهود، يجب أن تقف غالبية واضحة ومسموعة بصوت عالٍ من بيننا جميعا ضد كراهية اليهود."
يذكر كلاين أرقامًا تصور حجم معاداة السامية. وتستند هذه الأرقام إلى التقرير الحالي لمكتب الشرطة الجنائية الاتحادي (BKA) حول الجرائم ذات الدوافع السياسية. ففي فئة جرائم الكراهية، تم تسجيل حوالي 17,000 جريمة في عام 2023، ومن بينها أكثر من 5100 جريمة بدوافع معادية للسامية، ما يعني تضاعف العدد تقريبًا مقارنة بالعام السابق له.
يضع مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية هذه الأرقام في سياق نسبة اليهود بين جميع سكان ألمانيا البالغ عددهم 84 مليون نسمة: ووفقًا لذلك، تشكل جرائم الكراهية حوالي 30 في المئة من جرائم الكراهية، موجهة ضد "الجالية اليهودية الضئيلة التي تشكل 0.25 في المئة فقط من إجمالي السكان".
نجاح الملاحقة القانونية
يشعر كلاين بالرضا عن رد فعل الدولة على تزايد معاداة السامية في ألمانيا. ويعتبر أن الملاحقة القانونية ناجحة بالمقارنة دوليا: "كل من يروج للكراهية ضد اليهود في المظاهرات أو يهتف بشعار 'من النهر إلى البحر' المعادي للسامية، يجب أن يتوقع إجراءات من الشرطة أو النيابة العامة."
غالبًا ما يُسمع شعار" From the River to the Sea, Palestine will be free" ومعناه "من النهر إلى البحر، ستكون فلسطين حرة" في المظاهرات المناهضة لإسرائيل، وهو جزء من مجموعة من الشعاراتللجماعات المؤيدة للفلسطينيين.
ويشير الشعار إلى المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط، ويشمل أيضًا، بالإضافة إلى إسرائيل، الضفة الغربية وقطاع غزة. تم حظر هذا الشعار في ألمانيا بعد هجوم حماس على إسرائيل. والسبب: اعتبار هذا الشعار إنكارا لحق إسرائيل في الوجود.
مناشدات من أجل اتخاذ إجراءات صارمة
وتحث طاهرة آمير من مجلس إدارة مؤسسة أمادوي أنطونيو، التي تعمل على مكافحة معاداة السامية والعنصرية والتطرف اليميني، على اتخاذ إجراءات حازمة. وتقول: "من يستهين بـ أو يمجد الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر - من قطع الرؤوس، والاغتصابات، والاختطافات - فهو يمجد ويحتفل بأفعال الإرهابيين الإسلامويين". وتؤكد آمير على أهمية تكرار هذا باستمرار.
وتأمل آمير في الحصول على إشارات دعم أوضح من المجتمع المدني: "أدعو جميع الجهات الديمقراطية الفاعلة في ألمانيا إلى تسمية معاداة السامية باستمرار وإظهار التضامن مع المتضررين من معاداة السامية!" إن قيام اليهود بإخفاء هوياتهم حرصا على سلامتهم أمر يجب أن يثير قلق الجميع، حسب رأيها.
الكاتب مارسيل فورستناو هو كاتب ومراسل للشؤون السياسية والتاريخ المعاصر، ويركز في كتاباته على الشأن الألماني.
أعده للعربية: ص.ش