مع بداية شهر الصوم: الحياة الرمضانية للمسلمين في ألمانيا
بدأ اليوم الثلاثاء شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1426 في معظم الدول العربية والإسلامية. فقد أعلنت دور الإفتاء والمجالس الشرعية والهيئات الدينية المختصة في كل من المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وسوريا وليبيا والسودان بان بداية شهر رمضان هو يومنا هذا الثلاثاء الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2005 بعد ثبوت رؤية الهلال. وتمسكت دول أخرى مثل عُمان وتركيا واليمن بنتيجة الرؤية الشرعية وقررت أن الثلاثاء هو المتمم لشهر شعبان لعدم ثبوت رؤية الهلال فيها.
غرة رمضان في ألمانيا
في ألمانيا والدول الأوروبية يعتبر اليوم، وفقا للمجلس الأوروبي للإفتاء، هو أول أيام شهر رمضان المبارك. وقد أدلى السيد رائد زلوم من المركز الثقافي التربوي الإسلامي في برلين بتصريح لموقعنا أشار فيه إلى أن المجلس الأوروبي للإفتاء ابلغ الجالية الإسلامية في ألمانيا بان اليوم هو غرة شهر رمضان المبارك. وأضاف زلوم أن بعض المسلمين يتبعون توجيهات المجلس الأوروبي والمراكز الإسلامية في ألمانيا فيما يتعلق ببداية شهر الصوم بينما يتبع البعض الأخر بلدانهم أو اقرب دولة إسلامية.
الأجواء الرمضانية في ألمانيا
توجد في ألمانيا جالية إسلامية يفوق عددها الأربعة مليون نسمة ينحدرون من معظم الدول العربية والإسلامية والغالبية العظمى من تركيا. هؤلاء يؤدون شعائرهم الدينية بدون أية قيود ووفقا للقوانين السارية التي تكفل الحريات الدينية للجميع في هذا البلد. وحيث توجد تجمعات إسلامية هناك مساجد ومراكز إسلامية ودور للعبادة يؤدي فيها المسلمون شعائرهم الدينية ويلتقون فيها في مناسبات متعددة.
ويعتبر شهر رمضان من المناسبات الدينية الهامة التي يجتمع فيها المسلمون لإقامة الصلوات وحفلات الإفطار الجماعية. ويشرح زلوم في حواره مع موقعنا بان أهم ما يميز رمضان في حياة الجالية الإسلامية في ألمانيا هو صلاة التراويح والإفطار الجماعي وحلقات الدروس الجماعية مضيفا بان شهر رمضان يعد مناسبة يزداد فيها الورع والوازع الديني وبالتالي الإقبال على المساجد. ويشير زلوم الى تنظيم حفلات إفطار كبيرة في يومي السبت والأحد بإعتبارهما عطلة نهاية الأسبوع الرسمية في ألمانيا،. ويتولى الميسرون أو الإباء الذين يرزقون بمواليد جديدة في هذا الشهر تحمل تكاليف وجبات الإفطار الجماعي، إما بتقديم الذبائح أو تسليم مبالغ مالية للمركز الإسلامي وهو يتولى بدورة ترتيب المآدب الرمضانية. كما يدعو الناس بعضهم البعض لتناول وجبات الإفطار الرمضانية في بيوتهم. وتستعد الأسر المسلمة للاحتفال بالشهر الكريم وتجهيز وجبات الطهي الخاصة بهذه المناسبة.
"مهرجان رمضان" في هولندا
وفي موضوع ذي صلة يقام في هولندا أول "مهرجان لرمضان" في دعوة أطلقها غير المسلمين بهدف اكتشاف شعائر الإسلام وخصوصا شهر رمضان الذي يغير من طريقة حياة المسلمين الاعتيادية بشكل كبير. وقال المتحدث باسم المهرجان حاتم الشبطي إن المناخ بعد اغتيال تيو فان غوخ وصور الرعب التي يراها الناس في التلفزيون يدفعان الجالية المسلمة إلى العمل على إبراز الوجه الحضاري للإسلام والمسلمين. وبمبادرة من عدة جمعيات ستفتح هذه الجالية من
الرابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى السادس من تشرين الثاني/نوفمبر أبوابها لغير المسلمين لتقاسم وجبات الإفطار. ويفترض أن يفتتح رئيس الوزراء يان بيتر بالكينيندي وزعماء دينيون من مختلف الطوائف وعمدة أمستردام يوب كوهين، وهو يهودي تلقى تهديدات مباشرة من إسلاميين متطرفين، فعاليات هذا المهرجان الرمضاني وسيتناولون طعام الإفطار معا. والى جانب الإفطار يمكن لغير المسلمين المشاركة في محاضرات وندوات حول الإسلام والحياة اليومية للمسلمين. ويهدف "مهرجان رمضان" إلى تحقيق اللقاء والتبادل والحوار بين مختلف طوائف هولندا.
عبده جميل المخلافي