مظاهرات حاشدة في عيد المرأة التونسية والمرزوقي مع حكومة وحدة
١٣ أغسطس ٢٠١٣
تظاهر آلاف المعارضين مساء الثلاثاء (13 آب/ أغسطس 2013) في تونس العاصمة لمناسبة "عيد المرأة" (ذكرى مجلة الأحوال الشخصية) التونسية وفي ذروة أزمة سياسية، مطالبين باستقالة حكومة علي العريض. وسار المتظاهرون، الذين لبوا دعوة أحزاب المعارضة وجمعيات ونقابات من باب المدينة إلى ساحة باردو التي تقع قبالة مقر المجلس الوطني التأسيسي والتي شكلت مركز الحركة الاحتجاجية منذ 25 تموز/ يوليو مع اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي.
ولم يدل منظمو التحرك ولا الشرطة بأي تقديرات لعدد المشاركين في التظاهرة. ويأمل معارضو حركة النهضة الإسلامية الحاكمة بتعبئة الشارع مجددا وخصوصا أن تونس تحيي اليوم الثلاثاء الذكرى السابعة والخمسين لإصدار مجلة الأحوال الشخصية التي منحت المرأة التونسية حقوقا فريدة في العالم العربي. وتتهم المعارضة حركة النهضة بالسعي إلى العودة عن هذه المكتسبات وتطالب بحل المجلس التأسيسي وتشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية، في حين يرفض الإسلاميون هذه المطالب ويقترحون تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكانت مئات من النساء في مسيرة دعت إليها حركة النهضة الإسلامية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس احتفاء بعيد المرأة، قبيل خروج المظاهرات المناوئة. النهضة دعت أنصارها إلى مسيرة نسائية تحت شعار "المرأة عماد الانتقال الديمقراطي"، في الشارع الرمز الذي يحمل اسم الزعيم الراحل مؤسس الدولة الحديثة بعد الاستقلال الحبيب بورقيبة والذي يحسب له مساهمته في تحرير المرأة التونسية.
حكومة وحدة وطنية
من جانبه دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الثلاثاء المجلس التأسيسي (البرلمان) إلى استئناف عمله مقترحا تشكيل حكومة وحدة وطنية لإخراج البلاد من أزمة سياسية حادة اندلعت اثر اغتيال البراهمي. وقال المرزوقي في خطاب ألقاه خلال حفل بمناسبة "عيد المرأة" التونسية إن على المجلس التأسيسي المكلف صياغة دستور جديد لتونس "أن يرجع إلى عمله... ويعطي دستور البلاد، ويحدد لنا موعد الانتخابات (حتى) تتضح خارطة الطريق".
وأضاف المرزوقي "لتكن هناك حكومة وحدة وطنية تمثل فيها كل الأطياف السياسية، وتشارك في صنع القرار وفي التأكد من أن هذه الانتخابات (المقبلة) ستكون حرة مائة بالمائة ونزيهة مائة بالمائة وأنها لن تشوبها شائبة، وتعطى كل الضمانات لمن يريدونها".
وفجر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي الذي قتل بالرصاص أمام منزله بالعاصمة تونس يوم 25 تموز/ يوليو الماضي، أزمة سياسية حادة في تونس. والبراهمي ثاني معارض لحركة النهضة يقتل في تونس في أقل من ستة أشهر بعد شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص أمام منزله في 6 شباط/ فبراير الفائت.
ع.خ/ أ.ح ( د ب أ، ا.ف.ب)