مصير نجوم الدوري الإنجليزي بات معلقا بعد بريكست
٢٥ يونيو ٢٠١٦خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن تكون له تبعات سياسية واقتصادية فحسب، بل تبعات رياضية ايضا وبالتحديد على صعيد الدوري الإنجليزي لكرة القدم. أبواب الدوري الإنجليزي كانت مفتوحة في السابق بلا قيود أمام اللاعبين الذين يحملون الجنسية الأوروبية وذلك وفقا للاتفاقيات الأوروبية التي تسمح للمواطنين الأوروبيين بالتنقل والعمل بحرية داخل دول الاتحاد. لكن بالمقابل كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يضع شروطا معينة لانضمام لاعبين من خارج الاتحاد إلى البريميرليغ وذلك من أجل حماية اللاعب المحلي. وتنص هذه الشروط على ضرورة مشاركة اللاعب الذي يريد الانتقال للدوري الإنجليزي في ثلاثين في المائة أو خمسة وأربعين في المائة من مباريات منتخب بلاده في العامين الأخيرين. وتختلف تلك النسبة باختلاف ترتيب المنتخبات.
حتى الآن كان اللاعبون الأوروبيون مستثنون من هذه الشروط، لكن وبعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ستصبح هذه القوانين سارية المفعول عليهم أيضا وهو ما يهدد تواجدهم بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وحسب بيانات نشرها موقع BBC و صحيفة غارديان فإن ثلثي اللاعبين الأوروبيين الممارسين في الدوري الإنجليزي الممتاز والبالغ عددهم 160 لاعبا سيفقدون عملهم إذا استمر تطبيق القانون القديم. ولا يتعلق الأمر هنا بلاعبين عاديين بل بنجوم كبار أمثال المهاجم الفرنسي المتألق ديمتري بايت وحارس مانشستر يونايتد دافيد دي خيا والمدافع الألماني إيمري جان لاعب ليفربول والإسباني خوان ماتا ونجم ليستر سيتي نغولو كانتي...بل إن كثيرا من الأندية ستجد نفسها مضطرة للتخلي عن أكثر من 11 لاعبا.
انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي سيضر بالدوري الإنجليزي
ويخشى المدير التنفيذي لرابطة الدوري الانجليزي الممتاز ريتشارد سكودامور من أن يتسبب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في تكبيد الكرة الانجليزية خسائر بالمليارات. فالسمعة الجيدة للدوري الإنجليزي الممتاز والتي جعلته يتصدر الدوريات الأوروبية من حيث الإثارة يرجع الفضل فيها بشكل كبير للاعبين الأوروبيين الذين ينشطون في الدوري الإنجليزي.
كما وصف كثير من الفاعلين في كرة القدم الإنجليزية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكارثة، على الأقل فيما يخص تأثير ذلك على مستوى كرة القدم في البلاد. وعبر المدير الفني لفريق أرسنال أرسين فينغر عن خشيته من أن يؤدي ذلك إلى مغادرة أفضل اللاعبين للدوري الإنجليزي وبالتالي حسب فينغر "ستنتهي أجمل لعبة في هذا البلد".
من جهته عبر الدولي الإنجليزي السابق غاري لينكر عن استيائه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكتب على حسابه في توتير "أخجل من أبناء جيلي. فبهذا التصويت تخلينا عن أبنائنا وأحفادنا".
فرصة لتشجيع المواهب الانجليزية
لكن وبالمقابل، هناك أصوات ترى في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فرصة جيدة للكرة الإنجليزية. فتراجع عدد اللاعبين الأجانب يعني منح فرصة أكبر للاعب البريطاني للتطور وهو ما قد يعود بالنفع على المنتخب الإنجليزي الذي لم يتذوق طعم التتويج بالألقاب منذ 1966. نقطة أخرى قد تلعب لصالح كرة القدم الإنجليزية بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وهي الاعتماد على المواهب الصاعدة المحلية بدل من جلبها من الخارج.
ففي السابق كانت بريطانيا تستفيد، باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي، من الانتقال الحر للمواهب الصاعدة داخل دول الاتحاد بدون قيود. لكن الآن وبعد الانفصال لم يعد ذلك مسموحا لها وهو ما يعني أنها ستضطر إلى الاهتمام بالمواهب الصاعدة الموجودة بالداخل.
وبشكل عام وبسبب الارتباك الكبير الذي وقعت فيه الأندية الانجليزية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وخشيتها من فقدان نجوم كبار يشكلون أعمدتها الأساسية، قد تلجأ وزارة الداخلية الإنجليزية بالتنسيق مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، حسب خبراء، إلى التخفيف من حدة شروط الحصول على تصاريح العمل للاعبين حتى لا يضطر حوالي 100 لاعب أوروبي لمغادرة البريميرليغ. وهو أمر إذا حصل فسيكون بمثابة ضربة قاضية للدوري الإنجليزي الممتاز الذي ساهم اللاعبون الأوروبيون بشكل كبير في جعله أكثر الدوريات في العالم إثارة.