مصطفى العاني: تظاهرات البحرين تختلف كليا عن ثورتي مصر وتونس
١٥ فبراير ٢٠١١تشهد البحرين بين الحين والآخر احتجاجات من مواطنيها الشيعة، الذين يطالبون بمزيد من الحريات والحقوق السياسية والدستورية. وتم تنظيم لإحتجاجات الأخيرة عن طريق الفيسبوك تحت شعار "يوم الغضب"، مثلما كان عليه الحال خلال المظاهرات، التي تطورت بشكل سريع إلى ثورات شعبية في مصر وتونس، أدت إلى تغيير النظامين الحاكمين فيهما.
لكن ما مدى التشابه بين الوضع في البحرين وفي تونس ومصر. دويتشه فيله حاورت مصطفى العاني، مدير قسم الدفاع والأمن في مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية في دبي، لمعرفة الأبعاد الوطنية والإقليمية لتظاهرات البحرين.
ما هو تأثير الاحتجاجات على الأسرة الحاكمة في البحرين؟
مصطفى العاني: تأثيرها محدود، لأنها لا تشمل عموم الشعب في البحرين وليست مشابهة لما حدث في تونس ومصر. المجتمع البحريني مجتمع مقسم بصورة طائفية بين الشيعة والسنة، وأغلب الاحتجاجات تأتي من طرف المعارضة الشيعية. وأعتقد أن الحكومة بإمكانها الوقوف أمام هذه الاحتجاجات، لأن النصف الثاني من المجتمع البحريني، وأعني به السني يقف مع الحكومة. كما أن أغلب المطالب التي تتبناها المعارضة البحرينية، تنظر إليها الحكومة على أنها ذات بعد طائفي وليس بالضرورة بعد وطني. لهذا السبب أعتقد أن المعارضة لن تستطيع إيجاد الضغط نفسه، الذي مارسته المعارضة في تونس ومصر.
هل تلعب إيران دورا في هذه الاحتجاجات؟
باعتقادي من الصعب إثبات هذه القضية. بدون شك هناك أصوات تتهم إيران بشكل مباشر أو غير مباشر بإثارة هذه التظاهرات، لكن باعتقادي الاحتجاجات في البحرين ليست ظاهرة جديدة، وهي موجودة سواء بضغط إيراني أو لا. وباعتقادي أن هذه الاتهامات ستكون قائمة ولكن من الصعب إثبات حقيقتها.
ما أثر هذه الاحتجاجات على شيعة السعودية؟
تأثيرها محدود، للاسباب التالية: أولا لأن سكان المملكة العربية السعودية من الشيعة بالمنطقة الشرقية عددهم محدود بالنسبة لعدد سكان المملكة بشكل كامل. وثانياً لأن الإجراءات الأمنية، التي تبنتها المملكة تاريخيا في هذه المنطقة، هي إجراءات عالية. باعتقادي أن حركة مواطني المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية لن يحالفه النجاح، بسبب عدد السكان المحدود وتجمعهم بمنطقة واحد، كما أن الإجراءات الأمنية ستكون ناجحة في التعامل مع هذا النوع من الاحتجاجات.
شباب الفيسبوك من نظم هذه التظاهرة، هل لهؤلاء الشباب علاقة مع المعارضة البحرينية؟
نعم.هناك وجود بعد للمعارضة. في الحقيقة المعارضة التي تقوم بالتظاهر هي معارضة موجودة في البرلمان وهي معارضة برلمانية، ولأنها معارضة لها صوت في البرلمان، فان قدرتها على التأثير في الشارع محدود جدا، فهي جزء من النظام القائم. لكن ما حدث في مصر وتونس، يتمثل في أن المعارضة لم تكن لها يد فيما جرى في الشارع. فقد كانت حركات شعبية، لا توجد لها قيادة ولا مطالب ذات بعد طائفي. مطالب هذه الحركات كانت وطنية، لهذا توَّحدَ الشعب في تونس ومصر. لكن بإعتقادي ما يوجد في البحرين يختلف تماما، فالبيئية البحرينية مختلفة جداً.
ما الذي ستتخذه الحكومةالبحرينية من إجراءات لامتصاص زخم هذه التظاهرات؟
اتخذت الحكومة بعض الإجراءات مثل توزيع ثلاثة ألاف دولار لكل عائلة محتاجة. لكن السؤال يبقى إن كانت هذه الإجراءات كافية وهو سؤال مفتوح ومتروك للزمن للإجابة عليه. لكن بدون شك حاولت الحكومة استباق هذه الاحتجاجات بوعود وإجراءات، فهناك وعود بالنظر في قضايا الفساد وقضايا سوء استخدام السلطة، او توزيع مبالغ مالية على الأسر المحتاجة كما ذكرنا. ورغم كل ذلك، فان المعارضة سترفع سقف مطالبها أكثر وأكثر، لأن سقف المعارضة هو سقف دستوري. هناك مطالب بتغيير الدستور، وتغيير طبيعة النظام السياسي، لكني أعتقد أنهم لن يستطيعوا تحقيق هذه المطالب.
أجرى الحوار عباس الخشالي
مراجعة: لؤي المدهون
الدكتور مصطفى العاني، مدير برنامج الدراسات الامنية والدفاعية في مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية. متخصص في شؤون الإرهاب والعلاقات الدولية.