مصر: مرسى حكمه يتأرجح...
٣٠ يونيو ٢٠١٣تراجعت شعبية الرئيس المصري محمد مرسى بشكل واضح حسب عدة استطلاعات للرأى أعدها مركز "بصيرة" وهو مركز مصرى مستقل متخصص فى بحوث الرأى العام، وتؤكد استطلاعات "بصيرة" لفترة حكم مرسى بين عامى 2012 و2013 إلى وصول نسبة مؤيدييه إلى 42% فى شهر يونيو/حزيران مما يشكل تراجعاً ملحوظاً مقارنة بتقديرات المركز لهذه النسبة فى شهر مايو/أيار والتى كانت 46%، مع العلم أن أول استطلاع سجل نسبة 76% من المؤيدين وذلك كان خلال المائة يوم الأولى من حكمه.
كما تبرز مؤشرات أخرى لتراجع شعبية الرئيس المنتمى لجماعة الإخوان منها المظاهرات المتزايدة خلال عامه الوحيد فى قصر الرئاسة حيث أحاط المتظاهرون بقصر الإتحادية الرئاسى بحى مصر الجديدة أكثر من مرة. كما أن الخطابات الأخيرة التى ظهر بها مرسى كانت وسط جمهور من المشايخ والمنتميين للتيار الإسلامى فقط.
ما فعله مرسى بالبلاد
يرى عماد جاد السياسى المصرى ونائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى أن أوضح تقييم لشعبية مرسى يظهر فى الشارع حيث يقول لـ DWعربية أن "أوضح تقييم لتجربة الإخوان فى الحكم موجود فى الشارع الآن" حيث يشير إلى المظاهرات التى انتشرت فى كافة محافظات مصر وغضب الشارع المصرى من سياسات الرئيس، ويضيف جاد لـ DWعربية موضحاً :" أن محمد مرسى استلم البلاد وهى فى حالة من التعب فأرهقها، وعلى مشارف انقسام فعزز هذا الإنقسام، وكنّا على بداية الطريق الديمقراطى فقضى على ذلك بقرارات إستبدادية ودستور لا يعبر عن كافة أطياف الشعب المصرى ، وكانت مصر فى طريقها نحو التوافق الوطنى فقتله".
يرى جاد أن مصر كانت فى طريقها لمواجهة الإستبداد بعد ثورة يناير، ولكن سياسات العام الماضى أعادت الاستبداد من جديد عبر قرارات مرسى الدستورية التى أصدرتها مؤسسة الرئاسة دون توافق مجتمعى أو حتى مشاورة برلمانية، كما يشير نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى إلى استخدام الرئيس لصيغ تهديد فى وجه كل معارضيه، "حيث يواجه المتظاهرون، بشكل دائم، بتهديدات بنزول الجماعة الإسلامية لمواجهتهم"، وهى الجماعة المعروفة بأنشطتها الإرهابية السابقة والتى كان آخرها حادث الدير البحرى عام 1997 حيث قام مجموعة من المسلحين المنتمين لها بإغتيال مجموعات من السياح بمدينة الأقصر، وقد عين أحد أفرادها، مؤخراً، محافظاً للأقصر وقدم استقالته بعد مظاهرات وتخوفات من تأثير تواجد عادل الخياط المنتمى لها على السياحة!
السبيل الوحيد لتصحيح مسار الثورة
يعتبر عماد جاد أن أسلوب التهديد صار ملتصقاً بكافة ممارسات الإخوان السياسية منذ قيام الثورة حيث يشير إلى تهديداتهم فى فترة الإنتخابات الرئاسية وطريقة الضغط التى اتبعتها الجماعة التى ينتمى إليها الرئيس الحالى لإعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية ويوضح لـ DWعربية أن هناك مراسلات تم كشفها الآن بين المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الرسمية التى كانت مشرفة على عملية إنتخابات الرئاسة المصرية عام 2012 من ناحية، والمشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الذى كان يدير البلاد وقت عقد هذه الإنتخابات من ناحية أخرى، ويؤكد جاد لـ DWعربية أن " هذه المراسلات تكشف أن النتيجة لم تكن لصالح مرشح الإخوان المسلمين، بل كانت غير ذلك، لكن يبدو أن النتيجة تأثرت بتهديدات الجماعة بأن النتيجة لو كانت لصالح أحمد شفيق فإن الجماعة ستحرق البلاد"!
كما يضيف عماد موضحاً "أن الوضع الآن كما لو أن الثورة المصرية حققت انجازاً تمثل فى إسقاط مبارك يوم 11 فبراير 2011، ولكن هذه الثورة تم إبعادها عن مسارها خلال فترة إدارة المجلس العسكرى للبلاد واستمر ذلك خلال عام من حكم الإخوان، وتبدو أن مظاهرات 30 يونيو هى السبيل الوحيد لإعادة الثورة لمسارها الصحيح". لا يعتبر جاد أن الدعوة للتظاهر ضد مرسى لا تهدف إلى القضاء على الإخوان، حيث يوضح :" المعارضة تدعو لإقامة إنتخابات رئاسية مبكرة وستكون مفتوحة ليتشارك بها كل من يريد الترشح".
إفشال كل محاولات الرئيس!
من ناحية أخرى تسأل DWعربية ياسر محرز المتحدث باسم الجماعة التى ينتمى إليها الرئيس مرسى: كيف تقيم جماعة الإخوان عام من حكمها لمصر؟ فيجيب قائلاً:"أن الرئيس مرسى بالفعل قام بالعديد من الإنجازات"، لكنه يتراجع ويقول:" لكن ربما تكون هذه الإنجازات أقل من مستوى طموح الشعب المصرى".
المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين يرى أن مرسى "لا يزال يسير وفقاً لأجندة الثورة، ومن أهم انجازاته الإطاحة بالمجلس العسكرى"، الذى كان شريكاً لحكم الرئيس وفقاً للإعلان الدستورى الذى صدر فى يونيو/ حزيران 2012، قبل الإنتخابات الرئاسية، والذى نص على أدوار سياسية للمجلس بالمشاركة مع الرئيس فيما عرف بالإنقلاب العسكرى الناعم على الإرادة الشعبية.
تعتبر جماعة الإخوان أن الإنجاز الثانى لمرسى هو "عزل النائب العام عبد المجيد محمود"، لكن المتحدث باسم الجماعة يتجاهل توابع هذا العزل من تغول الرئيس على كافة السلطات عبر قرارات دستورية أصدرتها مؤسسة الرئاسة منحت لنفسها سلطات واسعة فيما عرف بأزمة نوفمبر2012، حيث يؤكد لـ DWعربية على صحة هذه الخطوة بقوله:" عزل النائب العام كان مطلباً ثورياً، لكن المعارضة تعمدت تشويه هذه الخطوة لأنها – أى المعارضة- إنقلابية حالمة بالسلطة وليست إصلاحية".. هكذا يرى محرز أن المعارضة هى سبب كافة إخفاقات الرئيس أو الحكومة لأنها "تهدف لإفشال كل محاولات الرئاسة وذلك بتحويل أى احتقان لدى الشعب لفرصة للابتزاز السياسى للرئيس طوال عامه الأول" حسبما يبرر محرز!
فى النهاية تسأل DWعربية المتحدث باسم الجماعة الحاكمة فى مصر عن خطتها لمواجهة التظاهرات المتوقعة فى 30 يونيو فيقول:"هناك الكثير من المؤيدين لمرسى، وأدعو الناس للصبر خاصة أن الدعوة للتظاهر لإسقاطه ظلم وليست من العدل فى شىء".