مصر في المونديال.. اختلاط المشاعر وتداخل السياسي مع الرياضي
٩ أكتوبر ٢٠١٧الفرحة عمت الشارع المصري بكافة أطيافه بعد تأهل فريق الفراعنة لمونديال روسيا، فتناسى الجميع الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 6 أعوام، وتوحدوا خلف المنتخب الذي يذكي بداخلهم مشاعر الوطنية والوحدة.
سعادة غائبة.. تحضر اخيراً
المشهد في صباح اليوم التالي في شوارع مصر كان مختلفاً حسبما وصف العديد من المغردين. فالناس تبتسم في الشوارع وهناك سعادة خفية تسري بينهم، حيث اختفى الاحتقان:
حتى أن بعضهم غير من تحية الصباح لتصبح "صلاح الخير":
ما فرقته السياسة تجمعه الرياضة
الرئيس المصري بادر فور انتهاء المبارة إلى تهنئة المنتخب الوطني المصري بتأهله إلى نهائيات كأس العالم:
ورغم المصاعب الاقتصادية التي يعانيها المصريون، والحزن الذي تجلبه ذكرى وفاة 75 وجرح المئات من مشجعي النادي الأهلي عام 2012 والتي ترد إلى الأذهان كلما اجتمع مشجعون في ستاد بمصر، طالب كثيرون على شبكات التواصل الاجتماعي بفصل السياسي عن الرياضي:
آخرون طالبوا بترك مشاعر الفرحة التي غابت عن المجتمع المصري لفترة ليست بالقليلة، تنساب بين الناس، بل وألقوا باللوم على من يحاول التقليل من مشاعر فرحة المصريين أو التقليل من شأن الفوز الرياضي الكبير:
على الرغم من ذلك، لم يتوقف الإعلام الذي تسيطر عليه الدولة عن هذا الخلط، بل زادت جرعات سب وتخوين المعارضة:
على أن العلاقة بين السياسي والرياضي ليست بالأمر الجديد، فكثيراً ما تستغل الأنظمة السياسية الأحداث الرياضية الهامة إما لتهدئة الشعوب أو شغلها عن أمور حياتية أكثر أهمية أو أن تضيفه إلى سجل إنجازاتها لترفع من رصيدها لدى شعوبها.
فالاتحاد المصري لكرة القدم أصدر بياناً بعد الفوز جاء فيه: "بهذه المناسبة التاريخية فإن الاتحاد المصري لكرة القدم لا يفوته أن يتقدم بكل تقدير وامتنان إلى كافة أجهزة الدولة بخالص الشكر على إحاطتها منتخب البلاد بكل الرعاية والإهتمام وفي مقدمتها جيش مصر العظيم وشرطتها المخلصة والحكومة المصرية بكامل هيئاتها وفي القلب منها وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد وجماهير الكرة المصرية تعي تمامًا أن هذه المواقف التاريخية من جميع الهيئات المعنية ما كان لها أن تتجانس وتتفاعل في بوتقة الوطنية إلا في ظل قيادة مخلصة لبلدنا العظيم ممثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية".
ويبدو أنه من الصعب للغاية فصل السياسي عن الرياضي لأسباب اقتصادية، طالما تتحكم السياسة بمصادر التمويل.
وإذا كان المصريون قد اختلفوا حول السيسي وطريقة حكمه، لكن ما لم يختلفوا حوله أبداً هو ذلك الحب الجارف لمحمد صلاح، الذي ساهم مع زملائه في أن يلتف المصريون من كل الاتجاهات والأطياف سواء داخل أو خارج البلاد حول المنتخب ولتتأجج من جديد مشاعر الوطنية، التي أحيتها مباراة كرة قدم:
فهل أصبحت الرياضة مخدراً للشعوب؟
ع.أ/ ع.ج