مصر "ترقص" في انتفاضة عالمية لحقوق النساء

طبقاً لإحصائيات الأمم المتحدة فإن واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت لعنف من قبل الشريك. وتشير التقديرات إلى أن واحدة من كل خمس نساء سوف تتعرض إلى اغتصاب أو محاولة اغتصاب في المستقبل، إذا إستمر العالم على هذا المنوال. واستناداً لتقرير أطلقه المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري فإن 64 % من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل، وهو ما يعد شكلاً واحداً من أشكال العنف ضد المرأة .

وتفاعلاً مع نداء الانتفاضة العالمية لوقف العنف ضد النساءخرج عشرات الشباب من الجنسين في مصر للمشاركة في هذا الحدث. وتقول سالي سلامة إحدى المشاركات ومنظمات الانتفاضة في مصر أنها شاركت في هذا الاحتجاج العام الماضي وأبدت إعجابها بإختيار يوم 14 فبراير، الذي هو يوم عيد الحبحيث تراه اختيارا موفقا لدعم المرأة المعنفة .

وتقول سلامة: "في العام الماضي شاركت حوالي 207 دول حيث يستمر الحدث لمدة 48 ساعة، ويقوم المشاركون فيها برقصة مخصصة لهذا الاحتجاج على أغنية باللغة الإنجليزية تعبرعن أهم ما تعاني منه المرأة". وتضيف "هذا العام يختلف عن العام الماضي بأن النداء ليس فقط لمناهضة العنف ضد المرأة ولكن أيضا لمحاكمة المتسبب في هذا العنف وهو ما قصد بكلمة العدالة. كما يشارك رجال ممن يؤمنون بأن للمرأة حريتها وخصوصيتها ويقفون إلى جانبها".

رجال يرقصون تضامناً

مؤسس حركة "ضد التحرش" أيمن ناجي يقول: "أشارك في هذا اليوم لإيماني بأن التوعية وسيلة من وسائل حل الأزمة". ويضيف ناجي في لقائه مع DW عربية أن العنف ضد المرأة، وأحد أشكاله التحرش الجنسي، يحتاج إلى فعاليات كورش العمل والدعم النفسي. ولكن من جهة أخرى فإن فعالية بالرقص في الشارع تضيف مفاهيما جديدة للمجتمع.

الممثل الشاب أحمد صلاح يشارك لأول مرة في حدث بالشارعوتحمس للمشاركة لأنه شارك من قبل بعروض مسرح الشارع. ويقول صلاح:"أحببت أن أرى رد فعل الناس على الرقص خاصة أن الجو العام في مصر متوتر". وهو يرى أن الرقص والغناء تعبير ضمني عما يحدث في المجتمع والنزول إلى الشارع لرفع الوعي بقضية معينة أمر مطلوب، خاصة بأسلوب فني يجعل الناس تتشجع للاعتراف بالمشكلة.

وفي رأي عمر الجمال، المهندس الشاب الذي شارك في الانتفاضة بالرقص، فإن مثل تلك الأحداث يراها خارج مصر وحين علم بوجودها قرر المشاركة على الفورفي محاولة لإبراز مشكلة العنف ضد المرأة. والتي يرى الجمال أنها بدأت في التزايد مع نزول النساء إلى الشوارع في أحداث الثورة حيث تطور العنف اتجاههن .

العالم ينتفض ليس بالرقص فقط

تتركز فكرة "انتفاضة البليون من أجل العدالة" في أن يترك المشاركون حياتهم اليومية من دراسة أو عمل ويعطون دقائق من وقتهم بالنزول إلى الشوارع لأداء الرقصة المصممة خصيصا على أنغام أغنية تنادي بالعدالة وإيقاف العنف ضد النساء.

ليس الرقص هو الطريقة الوحيدة للتعبير في تلك المبادرة التي تتبنى إطلاق العنان للأفكار والجسد، ولكن هناك طرق مختلفة من الأداء العلني الذي يمتد لدقائق معدودة مثل العزف على الطبول أو الغناء الجماعي أو الوقفات الصامتة، فالإختيارمتروك للنشطاء أنفسهم.

ففي بيرو يقام ماراثون لدعوة الأسرة بالكامل إلى المشاركة لوقف التحرش ضد النساء. أما نيجيريا فتحتج على زواج القاصرات. وفي غواتيمالا يتم التركيز على الوضع القانوني للمرأة. وعلى جانب آخر من العالم فإن لوس أنجلوس ركزت على التوعية عن الاغتصاب. فيما اختار نشطاء إيطاليا تنظيم أحداث عشوائية بالرقص علي الشواطيء. كما تشارك ألمانيا في الانتفاضة من أجل المرأة من خلال منظمات نسوية ورابطة المحاميات.

والجدير بالذكر أن سوريا تشارك من خلال منظمة "سوريات من أجل السلام " عن طريق صور وثائقية على أنغام أغنية الإنتفاضة تحت عنوان "المدينة الحزينة " حيث عبرن عن رغبتهن في الحياة والغناء بالرغم من أنهن في خضم الحرب.

أجنبيات ينظمن ويشاركن

حظي الحدث الذي أقيم في أحد ميادين مصر الجديدة بالقاهرة على إقبال من الشباب المصريين والأجانب المقيمين في مصر.

ايميلنا ليفندر أمريكية تعيش في مصر وشاركت في تنظيم انتفاضة البليون من أجل العدالةفي مصر قالت في لقائها مع DW عربية "سمعت عن هذا الحدث في مصر وشاركت في أصغر منه العام الماضي ثم قررت مع مجموعة من مدربي رقصة الزومبا الرياضية المهتمين بقضايا المرأة أن نقوم بحدث أكبر هذا العام".

إيلي مولر برلينية تعيش في القاهرة إلتقت بها DW عربية أثناء الانتفاضة الراقصة تقول "تحمست كثيراً حيث عانيت من تجارب تحرش وعنف لفظي أثناء إقامتي" وترى مولر أنه يجب الخروج من مستوى الخبراء والإحصائيات التي تطلقها منظمات حماية المرأة إلى مشاركة الناس في فعاليات تجعلهم يتساءلون عن أسباب العنف ضد المرأة ويعيدون التفكير فيما يؤمنون به.