مصر تدخل مرحلة "الصمت" قبيل الحسم الانتخابي
٢١ مايو ٢٠١٢اختُتمت حملة الانتخابات الرئاسية المصرية بدخولها الاثنين (21 مايو/ أيار) مرحلة "الصمت" قبل يومين من بدء أول اقتراع يشارك فيه الناخبون في اختيار رئيس للبلاد الرئيس حسني مبارك. ووفقا للقانون الانتخابي، لم يعد بإمكان المرشحين الإثني عشر الظهور في البرامج التلفزيونية أو الإدلاء بأحاديث صحافية أو ممارسة أي نشاط سياسي يمكن أن يؤثر على الناخبين، قبل الجولة الأولى من هذه الانتخابات.
ودعي قرابة 50 مليون مصري إلى الإدلاء بأصواتهم الأربعاء والخميس المقبلين لاختيار رئيس للجمهورية من بين 12 مرشحا في أول انتخابات حرة في تاريخ مصر. في هذه الأثناء دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى السلطة في مصر منذ إسقاط حسني مبارك العام الماضي، المصريين إلى قبول "نتائج الانتخابات التي سوف تعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه واضعين في الاعتبار أن العملية الديمقراطية في مصر تخطو أولى خطواتها ولا بد أن نساهم جميعا في نجاحها". وأكد المجلس العسكري في رسالة نشرها على صفحته على فيسبوك أنه "يقف على مسافة واحدة وبكل نزاهة وشرف من جميع مرشحي الرئاسة تاركا للناخب المصري حريته الكاملة في الاختيار".
خطة أمنية لضمان سير الانتخابات
ومن جانبها أعلنت وزارة الداخلية خطة أمنية مكثفة لضمان سير الانتخابات، وخاصة عملية نقل صناديق الاقتراع إلى مراكز الفرز البالغ عددها 351 في جميع أنحاء البلاد. وفي حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة من الجولة الأولى، ستجرى جولة ثانية في 16 و17 من حزيران/ يونيو المقبل.
وقد وصل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الأحد إلى مصر على رأس وفد من مركز كارتر لمتابعة سير عمليات الاقتراع. والتقى الاثنين رئيس مجلس الشعب القيادي في جماعة الإخوان المسلمين سعد الكتاتني. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الكتاتني قوله إن "مصر تشهد تجربة ديمقراطية غير مسبوقة". وأضاف أن "المصريين سيقبلون نتائج الانتخابات أيا كانت، ما دامت شفافة وتعبر عن الإرادة الشعبية".
واشنطن ستحترم اختيار الشعب المصري
ومن جانبها، أكدت آن باترسون، سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة، الاثنين احترام بلادها لإرادة الناخبين المصريين الذين سيدلون بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، مؤكدة احترام بلادها لاختيارات الشعب المصري. وقالت باترسون إن انتخابات الرئاسة "فرصة تاريخية" للشعب المصري لاختيار المرشح الذي يرغبونه في انتخابات "جذابة ومثيرة". وحول إمكانية تعاون الولايات المتحدة مع مرشح رئاسي إسلامي، قالت آن باترسون إن بلادها ستتعاون مع الفائز في الانتخابات مهما كانت أيدلوجيته أو انتماءاته السياسية "لأن هذا هو اختيار الشعب المصري".
تصدر مرشح الإخوان في تصويت الخارج
ووفقا لنتائج أعلنت الاثنين، تصدر مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، تصويت المصريين في الخارج بفضل الدعم الكبير الذي حصل عليه من الجالية المصرية في السعودية. ونُظمت عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية للمصريين في الخارج قبل قرابة عشرة أيام من موعد إجراء الجولة الأولى. وبحسب النتائج التي أعلنتها البعثات الدبلوماسية المصرية في 33 دولة، حصل محمد مرسي على 106252 صوتا، متقدما بذلك بفارق كبير على الإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح الذي حصد 77499 صوتا. وجاء المرشح الناصري حمدين صباحي في المركز الثالث، إذ حصل على 44727 صوتا، وتلاه الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، فيما احتل آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، أحمد شفيق، المركز الخامس.
ويذكر أنه في استطلاع للرأي نشر الأسبوع الماضي في صحيفة المصري اليوم اليومية المستقلة جاء مرسي في المرتبة الرابعة، لكن نفس الاستطلاع أشار إلى أن 37 في المائة من الناخبين الذين شاركوا فيه لم يحسموا اختياراتهم.
ولم تُختبر دقة ونزاهة ومصداقية مثل هذه الاستطلاعات في دولة لم تشهد انتخابات حرة لعقود حتى الإطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية في فبراير/ شباط من العام الماضي. غير أن مرسي يحصل على دعم القاعدة الشعبية الواسعة لأنصار الإخوان المسلمين، التي أثبتت قدرتها على الخروج للتصويت عندما فازت بالكتلة الأكبر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
(ع.ش/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي