مصر بطلة إفريقيا للمرة السابعة في تاريخها والثالثة على التوالي
٣١ يناير ٢٠١٠في نهائي بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم في نسختها الـ27، حقق حامل اللقب، المنتخب المصري، فوزاً صعباً على المنتخب الغاني بهدف دون رد، أحرزه المهاجم البديل المتألق محمد ناجي جدو، لاعب فريق الاتحاد السكندري المصري. وبدأ الفريقان المباراة التي أُقيمت على استاد "11 نوفمبر" في العاصمة الأنغولية لواندا، بأداء حذر، حيث حاول كل منهما جسّ نبض الآخر وترقّب ما يُخطط له الخصم، فجاء الشوط الأول خالياً من الفرص الجيدة والمحققة للتسجيل، مع أن الغانيين فرضوا أفضلية نسبية لهم خلال الـ 45 دقيقة الأولى وكانوا الأفضل انتشاراً على أرض الملعب والأكثر استحواذاً على الكرة.
لكن المصريين –وكالعادة- لعبوا بذكاء وانسجام كبيرين ولم يجازفوا كثيراً، سعياً منهم للحفاظ على شباكهم نظيفة قبل نهاية الشوط الأول، الذي انتهى أيضاً بالتعادل السلبي.
وبعد الاستراحة عاد الفريقان إلى أرض الملعب بطموح كبير إلى حسم اللقاء وإحراز لقب البطولة. فبدأ الغانيون في تكثيف ضغطهم على الدفاع المصري ومرمى حارس الفراعنة المتألق عصام الحضري. وجاءت الفرصة الخطيرة الأولى للتسجيل في الشوط الثاني لصالح الغانيين في الدقيقة 52، لكن الكرة التي سددها أزامواه من ركلة حرة مباشرة من مسافة 22 متراً تقريباً علت عارضة المرمى المصري. وفي الدقيقة 62 أُتيحت فرصة أخرى لغانا عبر المهاجم غيان، الذي سدد كرة زاحفة قوية مرت بجانب المرمى المصري.
على الجانب الآخر توفرت بعض الفرص الجيدة للتسجيل، لكن أحداً من لاعبي حامل اللقب لم ينجح في هزّ شباك المرمى الغاني إلى أن دخل البديل المتألق محمد ناجي جدو أرض الملعب.
يد سحرية لحسن شحاتة وجدو هداف البطولة
في الدقيقة 70 أجرى مدرب المنتخب المصري المخضرم حسن شحاتة تبديلاً على تشكيلة فريقه، إذ أشرك لاعب الاتحاد السكندري محمد ناجي جمعة – الشهير بجدو- ليحل مكان عماد متعب في الهجوم. لكن الغانيين حافظوا على أفضليتهم وشكلوا خطورة أكبر على المرمى المصري، دون أن ينجحوا في إيداع الكرة في المرمى المصري. وظلّ التعادل السلبي سيد الموقف حتى الدقيقة 85، حيث نجح اللاعب البديل جدو في إحراز هدف الفوز لمصر بعد تبادل رائع للكرة مع زميله محمد زيدان،المحترف في فريق بروسيا دورتموند الألماني. وبإحرازه الهدف الخامس في البطولة، تُوّج جدو بلقب هداف النسخة السابعة والعشرين لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم.
إنجاز تاريخي للفراعنة
وبفوزه بلقب النسخة الحالية لبطولة أمم إفريقيا لكرة القدم، يُعدّ المنتخب المصري أول فريق يتوج بلقب البطولة ثلاث مرات متتالية، كما أن الفراعنة هم أيضاً أصحاب الرقم القياسي في الفوز بلقب البطولة برصيد سبعة ألقاب، مقابل أربعة ألقاب لكل من المنتخبين الغاني والكاميروني اللذيْن يُعدّان أقرب منافسي المصريين على هذا الرقم القياسي.
وبالإضافة إلى فوزه باللقب السابع في البطولة، عزّز المنتخب المصري رقماً قياسياً آخر في عدد المباريات التي أنهاها دون هزيمة، إذ بقي المصريون الآن للمرة الـ 19 على التوالي دون خسارة في منافسات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم. وهناك أيضاً رقم قياسي آخر يتفوق به الفراعنة على بقية المنتخبات الإفريقية وهو أنهم يُشاركون في البطولة القارية للمرة 22، وبهذه الأرقام القياسية الكثيرة ساهم الفراعنة في صنع تاريخ الكرة الإفريقية.
المنتخب المصري الأفضل على مدار البطولة
وقد أثبت المنتخب المصري بإنجازاته أنه أفضل الفرق الإفريقية وكان الأفضل أيضاً خلال البطولة الحالية، ففي منافسات الدور الأول حقق المصريون ثلاث انتصارات في ثلاث مباريات وضمنوا بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي بجدارة.
وفي طريقه نحو المباراة النهائية نجح المصريون في تحقيق الفوز على ثلاث منتخبات إفريقية مشاركة في كأس العالم لكرة القدم 2010 في جنوب إفريقيا قبل أن يفوزوا في النهائي على غانا، المشاركة أيضاً في المونديال. وبذلك يكون المنتخب المصري الفريق الوحيد في البطولة الحالية الذي حقق الفوز في جميع المباريات الست التي خاضها في النسخة الحالية لبطولة الأمم الإفريقية.
الكاتب: علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: سمر كرم