مصر: الاقتراع يتواصل ونسبة المشاركة هي التحدي
٢٧ مايو ٢٠١٤فيما تتواصل عمليات الاقتراع اليوم الثلاثاء (27 مايو/ أيار 2014)، اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية المصرية، فإن نسبة المشاركة تعد الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يريد السيسي أن يجعل منها دليلا على شرعيته في حين يشكك فيها الإخوان ويعتبرون انه استولى على السلطة بـ "انقلاب".
وسعيا لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات قررت الحكومة مساء أمس أن يكون اليوم الثلاثاء عطلة عامة لمنح المواطنين فرصة أكبر للمشاركة في التصويت كما قررت مد فترة التصويت ساعة حتى العاشرة مساء بتوقيت القاهرة. ورغم أن العديد من المراقبين يقولون إن الإقبال كان متوسطا يوم أمس الاثنين إلا أن المتحدث باسم وزير الداخلية هاني عبد اللطيف قال في تصريح لقناة التحرير الخاصة صباح الثلاثاء إنه "حسب التقديرات الأمنية فان قرابة 16 مليون ناخب اقترعوا" في اليوم الأول للانتخابات.
وكالت وسائل الإعلام المحلية المؤيدة للحكومة قد وجهت انتقادات للناخبين لعدم التصويت بأعداد كبيرة في الانتخابات وتلقى مصريون رسائل نصية على هواتفهم المحمولة تذكرهم بغرامة التخلف عن الإدلاء بالأصوات. ويبدو الإقبال على هذه الانتخابات أقل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في 2011 عندما وقف الناخبون في صفوف بالمئات امتدت عبر الشوارع المؤدية لمراكز الاقتراع.
وطلب السيسي نفسه من المصريين التصويت بكثافة. وقال في مقابلة تلفزيونية "عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله أنكم 40 أو 45 (مليونا) وحتى أكثر" في حين يبلغ إجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر قرابة 54 مليونا.
وكانت أعداد قليلة من الناخبين تقف أمام بعض مراكز الاقتراع في القاهرة عند فتح أبوابها مجددا صباح الثلاثاء، بحسب صحفي من فرانس برس. وأكد أكثر من ناخب انه جاء للتصويت للسيسي. وقال كمال محمد عزيز وهو مهندس في الثالثة والستين من عمره إنه أعطى صوته لوزير الدفاع السابق "لأننا بحاجة إلى قبضة حديدية من اجل إعادة الأمن وبدون الأمن لن يكون هناك خبز".
بيد أن خصومه يقولون إنه مع انتخابه المتوقع سيكرس الجيش سيطرته على السلطة التي استعادها مع إطاحة مرسي بعد عام على توليه الرئاسة ارتكبت خلاله جماعة الإخوان أخطاء أثارت غضب المصريين ضده. وأكد ناخب شاب في السابعة والعشرين من عمره كان يقترع في حي المنيل (جنوب القاهرة) أنه أعطى صوته لصباحي لأنها الفرصة الأخيرة لتصل ثورة 2011 إلى السلطة.
ويحق لأكثر من 53 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها السيسي. ومن المقرر إعلان الفائز رسميا في موعد أقصاه الخامس من يونيو/ حزيران القادم لكن النتائج على مستوى اللجان الفرعية قد تعرف يوم غد الأربعاء.
أ.ح/ م.م (رويترز، أ ف ب)