مصر: اعتقال خيرت الشاطر والخارجية الأمريكية تندد بالعنف
٦ يوليو ٢٠١٣أدانت الولايات المتحدة الأمريكية المواجهات الدامية التي وقعت في مصر ودعت المسؤولين، بما في ذلك في الجيش، إلى العمل على وقف العنف. وذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين بساكي، أن الولايات المتحدة "تنتظر من العسكر أن يضمنوا احترام حقوق كل المصريين بما في ذلك التجمع بشكل سلمي"، كما دعت إلى الالتزام بسلمية الاحتجاجات.
وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت مساء يوم أمس الجمعة المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك تنفيذاً لقرار أصدرته النيابة العامة بضبطه وإحضاره لاتهامه بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام المقر العام للجماعة.
ونقل موقع أخبار التلفزيون المصري عن مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية قوله إن الأجهزة الأمنية نجحت في إلقاء القبض على الشاطر وشقيقه بإحدى العقارات بمنطقة مدينة نصر بشرق القاهرة. ويعد الشاطر، رجل الأعمال الثري، الرجل الأكثر قوة في جماعة الإخوان المسلمين وكان مرشحها الرئيس للانتخابات الرئاسية، إلا أن لجنة الانتخابات استبعدته، قبل أن يحل محله محمد مرسي الذي فاز بالانتخابات ليصبح رئيساً لمصر، قبل عزله الأربعاء الماضي.
جمعة دامية
ويأتي اعتقال خيرت الشاطر بعد يوم دام شهد مواجهات بين أنصار مرسي ومعارضيه. وبلغت حصيلة ضحايا "جمعة رفض الانقلاب العسكري والدولة البوليسية" التي أعلنها الإسلاميون 25 قتيلاً، بينهم ستة من رجال الأمن في شمال سيناء و19 متظاهراً. وقتل خمسة من رجال الشرطة وجندي في هجمات شنها إسلاميون في شمال سيناء لم تتبناها أي جهة، فيما سيطر موالون لمرسي على مقر المحافظة في مدينة العريش ورفعوا عليه علماً إسلامياً، في أحدث مواجهات بالمنطقة.
كما أدى إطلاق للنار أمام دار الحرس الجمهوري في القاهرة إلى مقتل أربعة من المتظاهرين المؤيدين لمرسي. كما وقعت اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في ميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير، أسفرت عن مقتل اثنين من المتظاهرين. وانتشر الجيش بعد ذلك في ميدان عبد المنعم رياض وقام بالفصل بين الطرفين.
أما الاشتباكات الأعنف فقد شهدتها الإسكندرية، إذ سقط 12 قتيلاً وأكثر من مئتي جريح، وفق مصادر طبية. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن متظاهراً قتل في مدينة أسيوط (جنوب) في اشتباكات مماثلة.
الإخوان يدعون لمواصلة التحرك
في المقابل، دعت جماعة الإخوان أنصارها إلى مواصلة التحركات الاحتجاجية ضد عزل الجيش للرئيس. وأصدر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للجماعة، بياناً أكد فيه أنه "سيظل بكافة أعضائه ومناصريه وسط الجموع الغفيرة في الميادين حتى عودة الرئيس إلى مكتبه لممارسة مسؤولياته".
واعتبر الحزب أن ما جرى الجمعة هو احتشاد "لملايين المصريين في كافة محافظات مصر بتظاهرات سلمية هائلة يعبرون فيها عن رفضهم القاطع للانقلاب العسكري الغاشم ويطالبون فيها بعودة الرئيس محمد مرسي"، متهماً "أجهزة الأمن" بالوقوف خلف أعمال العنف التي شهدتها البلاد يوم أمس بموازاة التظاهرات الداعمة لمرسي ومندداً بما وصفها بـ"الإجراءات الانتقامية ضد المعارضين والسياسيين والإعلام".
في ذات السياق، ظهر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع على منصة أمام عشرات الآلاف من المتظاهرين الإسلاميين الذين احتشدوا في ميدان رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة. وقال بديع، الذي كانت مصادر عدة قد أكدت في الأيام السابقة أنه معتقل، إن "رئيسنا هو مرسي"، مكرراً مرات عدة "نحن هنا إلى أن نحمله على أعناقنا أو نفديه بأرواحنا". وأكد بديع: "لن تثنينا تهديدات ولا اعتقالات ولا سجون ولا مشانق. جربنا الحكم العسكري ولن نقبل به مرة أخرى".
و.ب/ي.أ (رويترز؛ د.ب.أ؛ أ.ف.ب)