مصر: إغلاق باب الترشح وسط مفاجآت من العيار الثقيل
٨ أبريل ٢٠١٢أغلق الأحد (08 أبريل / نيسان) رسميا في مصر باب الترشح لأول انتخابات رئاسية بعد إسقاط حسني مبارك عقب مفاجآت حملتها الأيام الأخيرة، أبرزها ترشح اللواء عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات في عهد الرئيس السابق والرجل القوي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر. وقدم اللواء سليمان أوراقه إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قبل نصف ساعة من غلق باب الترشيح. وقد أثار إعلانه الخميس نيته الترشح استياء بالغا بين نشطاء الحركات الشبابية التي أطلقت التظاهرات المناهضة لمبارك العام الماضي. يذكر أن اللواء سليمان تولى منصب نائب رئيس الجمهورية قبيل الإطاحة بمبارك ورفض ملايين المصريين المعتصمين آنذاك في ميدان التحرير في العاشر من شباط/فبراير 2011 اقتراح مبارك نقل صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة إلى سليمان لإنهاء انتفاضتهم، ما اضطر الرئيس السابق إلى التنحي عن السلطة. ومنذ ذلك الحين لم يظهر اللواء سليمان في الحياة العامة إلا هذا الأسبوع عقب إعلانه الترشح لمنصب الرئيس.
وجاء إعلان سليمان ترشحه بعد أيام من تقدم نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر بأوراقه رسميا إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وهو ما أثار كذلك مخاوف من هيمنة الجماعة على السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد.
21 مرشحا من مختلف الاتجاهات
وقد تقدم رسميا 21 مرشحا يأمل كل منهم أن يتولى قيادة أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان بعد فترة انتقالية قلقة أعقبت الانتفاضة التي أطاحت بمبارك في 11 شباط/فبراير 2011. ومن أبرز المرشحين للرئاسة الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح والقيادي الناصري حمدين صباحي وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك احمد شفيق. أما أصغر المرشحين سنا فهو المحامي والناشط اليساري خالد علي (40 عاما)، رئيس المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي تبنى العديد من القضايا العمالية خلال السنوات الأخيرة. أما المرأة الوحيدة، التي أعلنت نيتها الترشح، فهي مذيعة التلفزيون الناشطة بثينة كامل. لكنها لم تتمكن من الحصول على توكيلات موثقة من 30 ألف ناخب يؤيدون ترشيحها.
وقدم اليوم رئيس حزب الحرية والعدالة (المنبثق عن جماعة الإخوان) محمد مرسي أوراق ترشحه للرئاسة الأحد بعد أن أعلنت الجماعة أنه سيكون مرشحها "الاحتياطي" في حال استبعاد الشاطر إذا ثبت أنه محروم من ممارسة حقوقه السياسية بسبب حكم صدر ضده في العام 2007 وقرار المجلس العسكري الحاكم إعفاءه منه في آذار/مارس الماضي.
ويقضي القانون بألا يتم رد اعتبار أي مواطن صدر ضده حكما جنائيا إلا بعد ست سنوات من انقضاء العقوبة أو من صدور قرار بالعفو عنه وهذا معناه أن الشاطر لن يتمكن من استعادة حقوقه السياسية قبل ست سنوات.
أبو إسماعيل مهدد بالشطب وأيمن نور محروم من الترشح
وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية أمس السبت إنها تلقت من وزارة الخارجية المصرية ما يفيد أن وزارة الخارجية الأمريكية أقرت بأن والدة المرشح الإسلامي حازم صلاح أبو إسماعيل حملت الجنسية الأمريكية منذ عام 2006. ويمهد قول اللجنة لقرار مرجح بشطب أبو إسماعيل الذي برز كمرشح له شعبية في الأسابيع الماضية.
ويقضي إعلان دستوري أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة العام الماضي بأن يكون من سينتخب للرئاسة مصريا من أبوين مصريين وألا يكون حمل أو أي من والديه جنسية دولة أخرى. كما حكم القضاء الإداري أمس بأن السياسي أيمن نور، الذي نافس مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005، لا يحق له الترشح للمنصب لصدور حكم ضده بعد الانتخابات بوقت قصير بالسجن لمدة خمس سنوات لإدانته بتزوير أوراق تأسيس حزب الغد الذي خاض الانتخابات عنه.
وسوف تتأكد لجنة الانتخابات الرئاسية من توافر شروط الترشح وتخطر من لم تتوافر فيهم الشروط يومي الخميس والجمعة المقبلين.
(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي