مصر: آلاف يتظاهرون في ذكرى انطلاقة "6 ابريل" وقتلى في اشتباكات طائفية
٦ أبريل ٢٠١٣تجمع الآلاف من المصريين السبت 06 ابريل نيسان 2013 في العديد من المدن المصرية لاحياء الذكرى الخامسة لانطلاق حركة السادس من ابريل المعارضة التي شاركت في ثورة 25 يناير ضد الرئيس السابق حسني مبارك والمناهضة للرئيس الحالي الاسلامي محمد مرسي. وتجمع انصار لحركة السادس من ابريل في مدينة المحلة الصناعية بدلتا النيل التي كانت شهدت قبل خمسة اعوام اضرابا للعمال تحول الى مواجهات دامية مع قوات الامن المصرية.
وشكلت مواجهات السادس من نيسان ابريل 2008 في المحلة منعطفا في الحركة الاحتجاجية المناهضة لمبارك, اذ اخذت بعدها تتخذ شكلا منظما افضى الى قيام الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق في شباط/فبراير 2011. كذلك, تجمع ناشطون امام مقري النيابة في القاهرة والاسكندرية (شمال).
وبعد سقوط مبارك, اعلن ناشطو حركة السادس من ابريل معارضتهم للمجلس العسكري الذي تولى السلطة في شكل انتقالي ولانتخاب الاسلامي مرسي في حزيران/يونيو 2012. وقد انضمت الحركة الى تحالف من الحركات العلمانية نظم تظاهرات ضد مرسي لم تخل من مواجهات واعمال عنف.
اشتباكات طائفية
وفي سياق آخر، قتل خمسة اشخاص بينهم أربعة مسيحيين وأصيب 6 آخرون على الأقل ليل الجمعة السبت في اشتباكات طائفية واسعة بالأسلحة النارية في مدينة الخصوص شمال القاهرة، حسبما قالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس.
وأوضح مصدر أمني ان الاشتباكات اندلعت في مدينة الخصوص (منطقة عشوائية فقيرة في محافظة القليوبية شمال القاهرة) بعدما اعترض رجل مسلم خمسيني على رسم أطفال مسيحيين للصليب المعقوف (رمز النازيين) على جدار أحد المعاهد الدينية المسلمة بالمنطقة. وإثر توجيه الرجل السباب للمسيحيين والصليب، اندلعت مشادة عنيفة مع شاب مسيحي تطورت لمعركة بالرصاص الحي والأسلحة الآلية بين المسلمين والمسيحيين. وقال المصدر الأمني إن "5 قتلوا في الاشتباكات بينهم 4 مسيحيين بالإضافة لإصابة 6 آخرين، اثنان على الاقل منهم بطلقات نارية".
محاولة اقتحام كنيسة ماري جرجس
لكن الناشط القبطي بحركة شباب ماسبيرو القبطية طوني صبري قال لفرانس برس في اتصال هاتفي من مستشفى المطرية القريبة من الأحداث "العدد ربما يتجاوز السبعة قتلى". وحاول عدد من المسلمين الغاضبين اقتحام كنيسة ماري جرجس بالمدينة لكن التواجد الأمني حال دون ذلك. واتهم راعي كنيسة ماري جرجس القس سوريال يونان مجهولين بحرق أجزاء من الكنيسة الإنجيلية وحضانة المحبة بالخصوص أثناء هذه الأحداث.
وقال شاهد عيان رفض ذكر اسمه لفرانس برس عبر الهاتف من الخصوص إن "مسلحين أطلقوا النيران على الكنيسة عن قرب". وأشعل الطرفان الإطارات في الشوارع الجانبية في المدينة العشوائية ذات الشوارع الضيقة والبيوت المتلاصقة. وقال المصدر الأمني نفسه إنه "تم حرق بيت وصيدلية في المواجهات التي دارت ليل الجمعة السبت" وتابع أن "الأمن سيطر على المدينة بشكل تام".
وقال التلفزيون المصري إن حالة من الهدوء التام تسود المدينة بعد ليلة من الاشتباكات وحرب الشوارع القاتلة. وقال الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين إن "ما يحدث من فتنة طائفية في الخصوص غير مقبول وخطير. هناك من يريد إشعال مصر وافتعال أزمات". وناشد الكتاتني الرموز الدينية التدخل لإنهاء الاحتقان"، وذلك في تعليق له السبت على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
من جهتها، بدأت نيابة الخصوص التحقيق في أحداث العنف الطائفية. كما أمرت بتشريح جثث القتلى. ويشكل المسيحيون من 6 إلى 10 في المائة من سكان البلاد البالغ قرابة 83 مليون نسمة. واندلعت أعمال عنف طائفية بين المسلمين والمسيحيين مرات عدة منذ الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط/ فبراير من العام 2011. وغالبا ما تشهد تلك الاشتباكات سقوط قتلى من الطرفين خاصة في المناطق العشوائية والفقيرة لا سيما في جنوب البلاد. ويشكل مسيحيو مصر اكبر الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط واحدى اقدم هذه الطوائف.
ع.ش / م. س (أ ف ب، رويترز)