مسلمو استراليا يشكون من الإجراءات الأمنية
٢٥ سبتمبر ٢٠١٤وضعت السلطات الاسترالية في حالة تأهب قصوى منذ أن قامت الشرطة الأسبوع الماضي بمداهمات واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب والتي أحبطت ما تقول الحكومة إنها مؤامرة لتنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد لقطع رأس أحد العامة في عملية إعدام علنية. ويسعى رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت إلى الحصول على سلطات أمنية جديدة للتصدي للخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة.وشددت السلطات إجراءات الأمن في الأماكن العامة ومنها البرلمان والمطارات والأحداث الرياضية.
ويصر ابوت على أن هذه الإجراءات لا تستهدف المسلمين، لكن محامي الدفاع في القضايا الجنائية آدم حودة ومقره سيدني يقول إنه أصبح واضحا بالفعل أن تلك الإجراءات أسفرت عن تمييز بين المواطنين. وضرب مثالا على ذلك بما حدث من احتجاز ثلاثة مسلمين ملتحين في سيدني يوم الجمعة الماضي خلال مباراة للرجبي لمجرد أن أحد المتفرجين أبلغ الشرطة بأنهم يستخدمون هواتفهم المحمولة بشكل "مريب". وقال حودة "الواقع أنهم استهدفوا بسبب مظهرهم. إذا تم استدعاؤهم لمجرد أنهم كانوا يلعبون بهواتفهم..فهذا شيء سخيف".
ويقول زعماء مسلمون في أحاديثهم الخاصة إن التوترات العرقية يمكن أن تتصاعد بسرعة وتخرج عن نطاق السيطرة. وفي عام 2005 تطور عراك بين سكان كرونولا الذي تقطنه غالبية من البيض ومجموعة شبان مسلمين لبنانيين من المنطقة الغربية لسيدني -والتي استهدفتها المداهمات الأمنية الأخيرة- إلى اضطرابات دامية استمرت عدة أيام وشارك فيها آلاف.
وفي وقت سابق من الأسبوع حذر رئيس الوزراء الاسترالي من أن الخط الرفيع بين الحرية والأمن "قد يعدل". وكان يشرح سلطاته الواسعة الجديدة لشن حملة على أنشطة مشتبه بها للمتشددين. وذكر ابوت أن هناك 60 استراليا على الأقل يحاربون في الشرق الأوسط في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" أو جماعات متشددة أخرى بالإضافة إلى 100 استرالي آخر يؤيدون تلك الجماعات.
وتعتقد السلطات أن 20 جهاديا على الأقل عادوا إلى استراليا ويشكلون خطرا أمنيا وفي وقت سابق من الشهر، ولأول مرة رفعت وكالة الأمن القومي مستوى التهديد إلى "مرتفع" وهذا المقياس يضم أربع درجات. وكانت المطارات من الأماكن التي زادت فيها إجراءات الأمن ويقول عدد كبير من المسلمين إنهم مستهدفون بعمليات التفتيش الطويلة والمكثفة.
ح.ز/ ع.ج.م (رويترز)