"مسرحيات" بايرن ميونيخ .. تكتيك أم غش؟
٢٢ فبراير ٢٠١٩كانت نية مدرب فريق بايرن ميونيخ لكرة القدم، نيكو كوفاتش، الدفاع عن لاعب خط وسطه خافيير مارتينيز، فصرح يوم أمس الخميس (22 فبراير/ شباط) أمام وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) وبعدها لقناة سكاي الرياضية الخاصة، أن التشنج العضلي الذي ظهر وكأن مارتينيس يعاني منه قبيل نهاية مباراة التعادل (0-0) بين ليفربول الإنجليزي والنادي الألماني في إياب ثمن دوري الأبطال، لا يعني "إطلاقا" أن اللاعب الإسباني يعاني من ضعف في لياقته البدنية وإنما، هي طريقة مشروعة لكسب الوقت "حتى يتسنى للاعبين أخذ "قسط من الراحة". وأضاف قائد سفينة البافاري: "أعتقد أن ذلك أمرا عاديا على هذا المستوى (دوري الأبطال)".
ولم يقف نيكو كوفاتش عند ذلك، بل وفي حديثه إلى قناة سكاي أسهب في شرح أسباب هذه "الخدعة" الفنية قائلا: "نعرف جميعا كيف تسري الأمور. قبيل النهاية (نهاية المباراة). الكل يسعى الى كسب الوقت. خافيير يقطع مسافات طويلة ومن المستحيل أن يعاني من التشنج. إنه شيء من التمثيل فقط".
في حقيقة الأمر إنها ليس المرة الأولى التي يلجأ فيها لاعبو بايرن إلى حيلة كهذه، إذ وفي مبارة الدوري أمام هرتا برلين على ملعب العاصمة، سقط الفرنسي كومان أرضا بداعي التشنج العضلي ليظهر فيما بعد أنه تمثيل فقط. وأثار ذلك حنق مشجعي نادي برلين والكثيرين من عشاق اللعب النظيف.
تكتيك أم غش؟
في المقابل، يرى نيكو كوفاتش أنه "لا بد من إعادة الهدوء إلى (مجريات اللعب). وهم (اللاعبون) يقومون بهذا الدور جيدا، لديهم الخبرة اللازمة". بالتأكيد لم يكن لاعترافات كهذه سوى أن تلهب الأجواء داخل الأوساط الرياضية، وهناك استياء كبير من قبل الفاعلين في كرة القدم الألمانية بسبب سلوكيات على العشب الأخضر "مخالفة" لقواعد اللعب النظيف وأسس كرة القدم.
لكن هل ستؤدي "اعترافات" المدرب "باللعب على الوقت"، الى اتخاذ اجراءات فعلية ضد بايرن خاصة وأنها مخالفة واردة ضمن لوائح عقوبات الفيفا؟ يرد الحكم الرياضي السابق تورستين كينهوفر الذي كان إلى الماضي القريب ضمن قوائم حكام الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) ويدير مباريات البوندسليغا على هذا السؤال لصحيفة "بيلد" الألمانية يوم (22 فبراير/ شباط) بأنه لا يوجد أي عقاب يتهدد بايرن، مادامت "المباراة انتهت". لكن ما سيحصل أن ريبة الحكام مع حالات مشابهة أثناء مباريات البافاري ستزداد، ما دامت المصداقية باتت على المحك.
ولم يخف كينهوفير كغيره غضبه من أسلوب "غير رياضي" ولا يليق بنادي عريق، فالبافاري "ليس بحاجة لهكذا سلوك". "يقيم النادي مؤتمرا صحفيا حول الأخلاق وحقوق الإنسان، وبعد ذلك يقوم بسلوك كهذا على الملعب. إنها أشياء لا تستقيم"، يقول الحكم السابق.
أما نيكو كوفاتش الذي وجد نفسه وسط رحى الانتقادات، فيتمنى اليوم لو أنه التزم الصمت، "لربما كان من الأولى أن لا أدلي بهذه التصريحات. ربما كان ذلك غباء مني"، مضيفا "لكنني إنسان صادق. هناك العديد من الفرق التي راهنت أمامنا على اللعب على الوقت منذ الثواني العشر الأولى من عمر المباراة. إنه جزء من واقع عالم الكرة".
و.ب/ع.خ