مسرب المعلومات عن برنامج التجسس الأمريكي يعتزم طلب اللجوء
١٠ يونيو ٢٠١٣يواجه المحلل الاستخباراتي الأمريكي إدوارد سنودن - الذين اعترف أمس الأحد أنه مصدر تسرب المعلومات الأمنية المتعلقة ببرنامج "بريزم" وتجسس حكومة الولايات المتحدة على خدمات الهواتف والإنترنت إلى الصحف - دعوات لمحاكمته. ويبدو أن ذلك ما دفع الشاب البالغ من العمر 29 عاما إلى الإعلان عن عزمه طلب اللجوء لدولة أخرى. وبعد وقت قصير من كشف صحيفة "الغارديان" البريطانية أن سنودن هو مصدرها، أعلنت صحيفة "واشنطن بوست" أيضا أن سنودن هو مصدر معلوماتها بشأن تقارير الكشف عن برامج وكالة الأمن الوطني السرية الأسبوع الماضي. وصرّح سنودن، الذي يختبئ في هونغ كونغ، لصحيفة "واشنطن بوست" أنه لا يعتزم العودة إلى وطنه الولايات المتحدة، وقال: "أنا اعتزم طلب اللجوء في أي دولة تؤمن بحرية التعبير وتعارض التضحية بالخصوصية العالمية".
وفي مقابلة مع صحيفة "ذي غارديان" البريطانية نشرت أمس الأحد، قال ادوارد سنودن "لا أريد أن أعيش في مجتمع يرتكب مثل هذه الأفعال (...) وفي عالم يتم فيه تسجيل كل ما أقوله وأفعله". وأضاف أنه مستعد "للتضحية بكل شيء". وسنودن هو ثاني شخص يقوم بتسريب أكبر كمية من المعلومات في تاريخ الولايات المتحدة مع الجندي برادلي مانينغ الذي يحاكم أمام محكمة عسكرية لتسريبه عشرات آلاف الوثائق والبرقيات الدبلوماسية إلى موقع ويكيليكس.
من موظف في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى مسرب للمعلومات
وكان سنودن موظفا سابقا لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ويعمل منذ أربع سنوات لدى شركة متعاقدة مع وكالة الأمن القومي الأمريكية. وأوضح سنودن للصحيفة البريطانية أنه لم يشأ أبدا إبقاء هويته سرا. وقال "أدرك أن علي دفع ثمن أفعالي"، لكنني "سأكون راضيا عندما تنكشف القوانين السرية والسلطات المتزايدة للحكومات ولو للحظة واحدة". وتابع إن "هدفي الوحيد هو اطلاع الناس على ما يرتكب باسمهم وفي حقهم"، مضيفا للصحيفة أن "وكالة الأمن القومي تكذب باستمرار أمام الكونغرس حول نطاق المراقبة في الولايات المتحدة". وأوضح انه قرر كشف هذه البرامج أمام الإعلام بعد أن وصل إلى نتيجة أنها تشكل "استغلالا" للناس باسم الأمن. كما انه انتظر انتخاب باراك اوباما في عام 2008 قبل التحرك على أمل أن يلتزم بوعوده بان يحمي الشعب الأمريكي بشكل اكبر من هذه الممارسات. إلا أن سنودن قال إن "أوباما استمر على نهج أسلافه".
وكان سنودن التحق عام 2003 بالقوات البرية وبدأ تدريبا للانضمام إلى القوات الخاصة مبررا خياره بالمبادئ نفسها التي استخدمها اليوم. وقال "أردت أن أحارب في العراق (...) للمساعدة على تحرير العراقيين من القمع". وبعد تعرضه لحادث أدى إلى إصابته بكسر في الساقين، ترك سنودن الجيش وعمل حارسا أمنيا في أحد المباني السرية لوكالة الأمن القومي في جامعة ماريلاند. والتحق سنودن بعد ذلك بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حيث عمل في أمن الأنظمة المعلوماتية. ونظرا لمعلوماته حول الانترنت وموهبته في البرمجة الالكترونية، ترقى بسرعة حتى وجد نفسه في جنيف. وكان سنودن يعمل منذ أربع سنوات لحساب وكالة الأمن القومي بصفة موظف لإحدى الشركات المتعاقدة معها من بينها "دل" و"بوز الن هاملتون" الشركة الأخيرة التي عمل لديها.
من جهته، طالب عضو الكونغرس الأمريكي بيتر كينغ بالتحقيق مع سنودن "وإذا ثبت انه سرب بيانات وكالة الأمن الوطني بالفعل يجب على الحكومة الأمريكية مقاضاته إلى أقصى حد يسمح به القانون"، وفقا لما ذكرته شبكة "سي.ان.ان" الإخبارية. ودعا كينغ واشنطن إلى طلب تسليمه من الخارج.
ش.ع/ ي ب (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)