مستقبل التصوير في معرض "فوتوكينا" بألمانيا
٢٢ سبتمبر ٢٠١٠ربما سنحت لك الفرصة لتشاهد أحد أفلام السينما التي تُعرض بتقنية الأبعاد الثلاثية، أو كنت من المحظوظين القلة الذين يمتلكون جهاز تلفاز مزود بهذه التقنية، التي تحاكي العين البشرية وتسمح برؤية مجسمة لكل ما يتم عرضه على الشاشة، مما يضمن متعة أكبر في المشاهدة واندماجاً أكبر فيما يعرض.
صور فوتوغرافية ثلاثية الأبعاد
معرض "فوتوكينا" لتقنية التصوير بمدينة كولونيا الألمانية، الذي يعتبر أكبر معرض متخصص من نوعه في العالم، يطرح آخر ما توصلت إليه شركات التصوير من تقنيات، منها كاميرات تتيح التقاط صور ثلاثية الأبعاد. ويقول كريستيان مولر-ريكر، المدير التنفيذي لرابطة شركات التصوير، أن الصور التي يتم التقاطها عن طريق هذه الكاميرا "يراها الناظر بشكل مجسم"، سواء على شاشة جهاز الكمبيوتر، أو من خلال إطار صور رقمي، أو حتى على جهاز تلفاز مزود بتقنية الأبعاد الثلاثية. وتوجد أيضاً طابعات يُمكنها أن تطبع الصور لتبدو وكأنها ثلاثية الأبعاد.
ويشارك في معرض هذا العام 1250 شركة تعمل في قطاع التصوير من 45 دولة. وتتوقع إدارة المعرض استقبال 150 ألف زائر خلال فترة انعقاد المعرض بكولونيا. وبالإضافة إلى أحدث التقنيات في مجال التصوير الفوتوغرافي والرقمي، يقدم معرض فوتوكينا الدولي، الذي يعقد كل سنتين، أحدث معدات التصوير، والعدسات، وتقنيات معالجة وطباعة الصور الرقمية.
محور اهتمام المعرض هذا العام هي الكاميرات ذات الوظائف المتعددة، التي تلقى إقبالاً واسعاً لدى المستهلكين، مثل الكاميرات الرقمية الخفيفة صغيرة الحجم، التي يمكن حملها بسهولة، وتحتوي على وظائف أخرى مثل تقنية GPS لتحديد المواقع عن طريق الأقمار الصناعية، مما يسمح للكاميرا بتخزين مكان التقاط الصورة بجانب المعلومات الأخرى كالتاريخ والوقت. وتحدد كاميرات أخرى ما إذا كانت الصورة صالحة لتحميلها على شبكة الإنترنت أم لا.
دمج الواقع بالخيال
أحدث صيحة في قطاع التصوير هي تقنية الصور المولدة بواسطة الكمبيوتر أو (Computer Generated Imaging)، التي تستخدم عادة في إنتاج أفلام الصور المتحركة الحديثة أو المؤثرات والخدع البصرية في أفلام الإثارة والخيال العلمي. حول هذه التقنية يشير هينينغ أولسون، رئيس رابطة شركات التصوير، أنه "بواسطة هذه التقنية يمكنني أن أنتج من خلال الكمبيوتر خلفيات وأجواء لدمجها في الصورة التي التقطتها. هذا يشكل سوقاً رائجاً لمحترفي التصوير". أما هواة التصوير فسيجدون في المعرض الكثير من موديلات الكاميرات الحديثة، التي يصفها أولسون بأنها "منتجات الحياة العصرية".
وعلى الرغم من عدم انخفاض أسعار الكاميرات في السوق، إلا أن قطاع التصوير ينظر إلى المستقبل بتفاؤل، لاسيما أن مبيعات الكاميرات في ألمانيا العام الماضي بلغت 8.5 مليون كاميرا، فيما يتوقع أن يصل حجم المبيعات هذا العام إلى تسعة ملايين، مما يعني ازدياد حجم تعاملات قطاع التصوير إلى ملياري يورو. هذا دفع بالعديد من شركات صناعة الكاميرات إلى توسيع خطوط إنتاجها تحسباً للمستقبل، كما يضيف كريستيان مولر- ريكر من رابطة شركات التصوير.
ومقارنة بالقطاعات التجارية الأخرى يعتقد مولر - ريكر أن قطاع التصوير يقدم أداء أفضل، وخصوصاً في ظل التراجع الذي شهده الاقتصاد نتيجة للأزمة المالية العالمية. ويؤكد رئيس الرابطة أن "معرض فوتوكينا سيعطي مؤشرات نمو جيدة، وأعتقد أننا بنهاية العام سنشهد ازدياداً في حجم السوق بنسبة خمسة في المائة". ومن غير المستبعد أن تتحقق هذه النظرة، إذ تعتبر الكاميرات خامس أكثر الأجهزة الإلكترونية شراء من قبل الألمان، بعد الثلاجة، وجهاز التلفاز، وخط الهاتف وجهاز الهاتف نفسه.
بازاك أوزاي/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: طارق انكاي