مسباران جديدان لفهم جاذبية القمر وحل لغزه القديم
٣ يناير ٢٠١٢دخل مسبار الفضاء الثاني من بين مركبتين أرسلتهما وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى المدار حول القمر مساء الأحد، لتحقق الوكالة نجاحا مزدوجا مطلع العام الجديد 2012. ودخل المسبار "غرايل بي" إلى المدار في أعقاب شقيقه "غرايل ايه" الذي دخل إلى مدار القمر قبل يوم في مهمة جديدة لكشف أسرار القمر الداخلية.
وأعرب مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في ولاية كاليفورنيا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن سعادته بدخول المركبة الفضائية "غرايل بي" المدار القمري قائلا إن "كل شيء يبدو جيدا بالنسبة إلى غرايل بي.. عام 2012 سيكون عاما رائعا".
وقد تم إطلاق المسبارين الصغيرين "غرايل"، وكل واحد منهما بحجم غسالة ملابس، من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا في أيلول/سبتمبر وسيطيران في تشكيل فوق سطح القمر لتحديد جاذبيته.
وفي العادة تحتاج المركبات الفضائية إلى ثلاثة أيام فقط لقطع مسافة تبلغ حوالي 400.000 كيلومتر للوصول إلى القمر، إلا أن المسبارين احتاجا إلى أكثر من ثلاثة شهور لنفس المسافة، من أجل السماح للعلماء بالوقت الكافي لإعداد وتشغيل أدواتهم العلمية.
لغز القمر
وسيبدأ المسباران في رسم خرائط لسطح القمر لمدة 82 يوما. ومن خلال قياس التغيرات في الجاذبية عبر سطح القمر، يأمل العلماء في معرفة كيفية تشكل الجزء الداخلي من القمر وهو ما سيوفر أيضا أدلة عامة حول كيفية تشكل الكواكب الصخرية.
وستستخدم البيانات في عمل نموذج عن باطن القمر وهو الجزء الرئيسي من المعلومات التي لا تزال مفقودة رغم إطلاق مائة مهمة سابقة إلى القمر منها ست مهمات استكشاف مأهولة خلال فترة عمل برنامج أبولو بين عامي 1969 و1972. وقالت ماريا زوبر، الباحثة في مجال الفضاء في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا: "بعد هذه المهمة، يجب إعادة كتابة الكتب المدرسية عن أصل القمر".
يعرف العلماء منذ مدة وجود تباينات في حقل جاذبية القمر. والآن يأملون في أن يساعد المسباران في فهم أفضل لهذه الجاذبية، كما يأملون في حل لغز قديم: هل القمر الحالي أصله قمر واحد أم قمران اصطدما ببعضهما البعض في الماضي السحيق وشكلا القمر كما نعرفه اليوم؟
(ع.ع./ رويترز، د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي