مسبار الفضاء الأوروبي يرسل معطيات مثيرة
١٦ يناير ٢٠٠٥بعد أقل من يومين على توجه المسبار الفضائي الأوروبي "هويجنز" إلى سطح قمر تيتان التابع لكوكب زحل بدأ بإرسال هدير يشبه صوت الرياح إضافة لصور مدهشة. وقال العالم مارسيل فولشينيوني من معهد الفضاء الفرنسي عندما سمع أصوات الهدير التي أرسلها المسبار: "أنتم مدعوون جميعاً إلى حفلة موسيقا تيكنو على سطح تيتان". وسبق لفريقه أن قام بقياس الأصوات الذي كانت تزداد سرعة وقوة مع اقتراب "هويجنز" من سطح القمر. وقد وصلت هذه إلى المعهد عبر ميكروفون تم تثبيته على المسبار. غير أنه ليس من الواضح ما إذا كانت ناتجة عن رياح.
صور ومعطيات مثيرة
أظهرت الصور التي أرسلها "هويجنز" قنوات وأودية وما يشبه شاطيء بحري. وقال مارتي توماسكو خبير الصور في جامعة آريزونا أن المسبار يبدو وكأنه يحلق فوق منطقة ساحلية. كما يبدو أنه حط على منطقة تشبه المستنقعات وذات لون برتقالي. ونقل "هويجنز" معلومات تتعلق بالطقس أيضاً.
وأشارت التحليلات الأولية إلى أن قمر تيتان شهد أمطاراً وعرف أنهاراً. وقال محلل الرحلة ميشائيل خان أن الصور تؤكد الاعتقاد بأن القمر شهد شروطاً مناخية مشابهة للتي شهدها كوكبنا قبل 3.8 مليار سنة. ويناء عليه يعتقد العلماء بإمكانية وجود حياة ما عليه من قبل. وعليه فإنهم يأملون من خلال نتائج الرحلة بالكشف عن بعض الأسرار المتعلقة ببداية الحياة على كوكبنا. كما ينتظرون أن تساعدهم تلك البيانات في إزاحة الستار عن بعض أسرار كوكب زحل ذي الهالة الساحرة.
أداء فاق التوقعات
فاق أداء مسبار "هويجنز" التوقعات حتى الآن. فقد قال المدير العلمي في وكالة الفضاء الأوروبية ديفيد ساوسهود أن النتائج الأولية أثرت فيه للغاية لاسيما وان جميع الأجهزة الستة في المسبار عملت كما ينبغي. ولم يكن هناك مشاكل سوى في أحد قناتي الإرسال مما أدى لفقدان المعطيات الخاصة بنحو 350 صورة. ولكنه أضاف أنه يمكن استعادة المعلومات الخاصة بها وترميمها. يجدر ذكره أن مشروع الرحلة الفضائية بدأ قبل نحو 8 سنوات إثر نجاح وكالة الفضاء الأوروبية في إطلاق "هويجنز" بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من سفينتها الفضائية "كاسيني".
وبالنسبة لقمر تيتان فهو أكبر أقمار كوكب زحل. ويقترب حجمه من نصف حجم كوكبنا. وقد اكتشفه العالم الهولندي كرستيان هويجنز عام 1655، لذلك سمي المسبار على اسمه.
دويتشه فيلله/وكالات