مساع أمريكية حثيثة لتمديد مهلة تجميد الاستيطان الإسرائيلي

بالرغم من ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً سياسية كبيرة على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني للتوصل إلى تسوية تسمح باستئناف مفاوضات عملية السلام المتعثرة، أعلنت مصادر حكومية أمريكية عن فشل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يوم أمس الجمعة (24 سبتمبر/ أيلول) في دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقبول تسوية ممكنة قبل انتهاء مهلة تجميد الاستيطان.

وكان مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية قد صرح لوكالة فرانس برس اليوم السبت (25 سبتمبر/ أيلول) أن اللقاء الذي دام 25 دقيقة بين كلينتون وعباس لم يأت بجديد، مضيفاً أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد تعقد لقاءاً مع عباس اليوم. هذا وأشارت إسرائيل إلى أنها مستعدة للتوصل إلى اتفاق تقبل به الولايات المتحدة والفلسطينيون من أجل استمرار المفاوضات، إذ ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة السبت أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قرر تمديد زيارته لنيويورك بناء على طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل بحث تسوية مع الجانب الفلسطيني.

من ناحيته صرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن عباس قد رفض أي تسوية "لا تتضمن وقفاً تاماً للاستيطان". هذا وحذر تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، من ما وصفه بـ "الانخداع" بما تروجه الحكومة الإسرائيلية حول استعدادها لتسوية بشأن تمديد قرار التجميد الجزئي للاستيطان.

تواصل البناء رغم قرار التجميد

وزعم خالد أن إسرائيل لم توقف نشاطاتها الاستيطانية في الأشهر العشر الأخيرة، إذ واصلت البناء في حوالي 26 مستوطنة وأنجزت في ظل ما أسماه بـ"التجميد المزعوم" بناء نحو 3000 وحدة سكنية في مستوطنات القدس والضفة الغربية. وفي ذات السياق قال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه أن "إسرائيل على استعداد للتوصل إلى تسوية متفق عليها بين الأطراف"، لكنه أكد أنه "لا يمكن أن يكون هناك وقف تام للبناء الاستيطاني".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد دعا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم أمس الجمعة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى القيام بكل ما في وسعهما لدعم المفاوضات المباشرة. هذا وانتقد "مجلس مستوطنات يهودا والسامرة" دعوات الرئيس الأمريكي هذه، واتهموه "بالرضوخ لتهديدات الفلسطينيين بالانسحاب من طاولة المفاوضات إذا لم تتم الاستجابة لشروطهم المسبقة"، بحسب زعمه. ووعد المجلس بطرح مناقصات للبناء في المستوطنات بمجرد انتهاء مهلة وقف البناء منتصف ليل يوم غد الأحد.

وكانت إسرائيل قد أعلنت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي عن وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية لفترة عشر شهور. واستثنى هذا القرار مواقع البناء التي انطلقت قبل صدوره وبناء المباني العامة كالمدارس والكنس.

(ي.أ/ أ ف ب/ د ب أ)

مراجعة: طارق أنكاي