مسؤول من كوباني: وضع إنساني متأزم ونقص حاد في المواد الطبية
٧ أكتوبر ٢٠١٤يحاصر تنظيم "الدولة الإسلامية" مدينة كوباني الكردية (عين العرب) في شمال سوريا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وقد سيطر على معظم قرى المنطقة، ويضيق الخناق على المدينة التي دخل بعض أجزائها وبات يسيطر على بعض تخومهاالثلاثاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2014). الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على مواقع التنظيم حول كوباني لا تؤثر كثيراً على تقدم التنظيم.
لكن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية تتصدى لمقاتلي تنظيم "داعش" ودخلوا معهم في حرب شوارع في الأجزاء الشرقية للمدينة. الوضع الإنساني في كوباني أيضاً بات حرجاً، حسبما أفادنا من قلب المدينة المحاصرة، خالد بركل، نائب رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة كوباني في حواره التالي مع DWعربية:
DW: هناك أنباء تفيد أن مقاتلي "داعش" دخلوا كوباني ويسيطرون على أجزاء منها، ما مدى صحة هذه الأنباء وحبذا لو تطلعنا على الوضع الميداني الراهن؟
خالد بركل: منذ ثلاثة وعشرين يوماً تتعرض كوباني لهجمات شرسة من تنظيم "داعش" الذي يعتمد على القتل والتهجير والتشريد والقيام بمذابح. منذ البارحة تدور حرب شوارع في مدينة كوباني، ومقاتلو "داعش" باتوا على تخوم المدينة وسيطروا على بعض الحارات في الجزء الشرقي، لكن المقاومة مستمرة وهناك عمليات نوعية لوحدات حماية الشعب.
وماذا بالنسبة لطائرات التحالف الدولي، هل تقصف مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب كوباني وخاصة تلة مشتنّور التي سيطر عليها مقاتلو التنظيم؟
ليلة البارحة كانت هناك غارات لطائرات التحالف، وحسب المعلومات التي وردتنا تم استهدافهم مقاتلي التنظيم في الجهة الجنوبية للمدينة على تلة مشتنور. كما كانت هناك ضربات في الجهة الشرقية على تل "كانيه كُردان" (نبع الأكراد).
وكيف تنظرون إلى هذه الضربات هل هي فعالة وتؤثر على عمليات تنظيم "داعش" وتحد من تقدم مقاتليه؟
نحن نؤيد ونبارك هذه الضربات، لكنها ليست بالشكل المطلوب وهي لا تحد من تقدم مقاتلي "داعش". نتمنى أن تزداد هذه الضربات لأن هناك خطورة. فهذا التنظيم لو دخل المدينة سيقوم بارتكاب المجازر، وحينها يتحمل المجتمع الدولي كله مسؤولية المذابح الجماعية التي سترتكب في كوباني.
على ذكر المجازر، سيطر تنظيم داعش على ثلاثمائة قرية في ريف كوباني، هل لديكم معلومات فيما إذا قاموا هناك بمجازر أو قتل للمدنيين؟
نعم كانت هناك الكثير من الحالات، فقد قتلوا حتى المتخلفين عقلياً، الذين كانوا مشردين، وفي إحدى الحالات قتلوا طفلة أمام عين أمها. فكانت هناك الكثير من الخروقات، والتنظيم معروف بأنه يعتمد على التهجير والمذابح لإرهاب الناس.
هل لديكم أرقام محددة لعدد للضحايا؟
حتى الآن ليست هناك أرقام محددة، ولكن لدينا جهات تقوم بالتوثيق في هذا الصدد.
وكيف هو الوضع الإنساني في المدينة في ظل حصار داعش لها، وهل مازال هناك مدنيون في المدينة؟
لا يزال هناك بضعة آلاف من المدنيين في المدينة، وقسم كبير منهم يقف إلى جانب وحدات حماية الشعب. وبالنسبة للوضع الإنساني هناك تفاقم في الأزمة والوضع الإنساني، يعتمد الناس في معيشتهم على مؤنتهم وما خزنوه من قبل، لكن مع مرور الأيام ستنفذ وستتفاقم الحالة الإنسانية. كما وصلتنا بعض المساعدات من المدنيين في الشمال (تركيا) كما نعتمد على مخزوننا في مستودعات الإغاثة التي كانت موجودة سابقاً.
وهل تأتيكم حالياً مساعدات من تركيا أو جهات أخرى أو منظمات إغاثية؟
تأتينا ولكن بكميات قليلة جداً، فالبارحة (الاثنين 06 تشرين الأول/ أكتوبر) وصلتنا شاحنة واحدة فقط محملة بالماء والخبر من قبل منظمات شعبية إغاثية في تركيا.
وماذا بالنسبة للوضع الصحي والطبي، هل لا تزال هناك مستشفيات ومراكز صحية لمعالجة المرضى والجرحى؟
لا تزال هناك نقاط طبية يتم فيها معالجة الحالات المرضية البسيطة والجرحى الذين تكون جراحهم طفيفة، لكن الحالات الحرجة والخطيرة يتم معالجتها في تركيا حيث ينقل الجرحى إلى المستشفيات التركية.
وهل يوجد ما يكفي من الأدوية في المراكز الصحية، أم هناك نقص في الأدوية والمعدات الطبية؟
لا ليس لدينا ما يكفي، هناك نقص كبير ولا يوجد سوى بعض المواد والمعدات البسيطة وأدوية للمعالجات الموضعية.
خالد بركل: نائب رئيس الهيئة التنفيذية في مقاطعة كوباني