مرض هاشيماتو.. حين تبدأ الغدة الدرقية بتدمير نفسها
٧ يناير ٢٠٢٢تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل عشرة أشخاص في ألمانيا يعاني من التهاب مزمن في الغدة الدرقية، حيث يهاجم جهاز المناعة جسمه. بالنسبة للمرضى، فإن التشخيص يستمر مدى الحياة، لأن المرض لا يمكن علاجه.
مسببات هاشيموتو؟
وذكر طبيب الغدد الصماء في لايبزيغ داني فيليندر لقناة "أم دي أر" الألمانية، أن أسباب المرض عدة منها، التغيرات الهرمونية، على سبيل المثال أثناء الحمل، أو الإجهاد الواضح. يمكن أن تتسبب العدوى الفيروسية أيضاً في اندلاع المرض أو تقدمه على مراحل. وبين أنه عند مرضى هاشيموتو، يمكن أن يكون لزيادة اليود أيضاً تأثير سلبي على عملية المناعة، لكن أشار إلى أن كمية اليود في الطعام اليومي غير ضارة.
وأضاف الطبيب أنه لم تُعرف بعد أسباب تحول الجهاز المناعي وتدمير نفسه بهذا الشكل، ويعتقد أنه هناك عوامل وراثية وتتم أيضاً مناقشة العوامل البيئية. لكن لسوء الحظ، لا يمكن منع المرض. يمكن أن يساعد الحد من التوتر ونمط الحياة الصحي على الأقل في التأثير بشكل إيجابي على مسار المرض، حسب الطبيب.
وأضاف طبيب الغدد الصماء فيليندر لقناة "أم دي أر" الألمانية، أنه ونظراً لأن المرض غالباً ما يؤدي إلى خمول الغدة الدرقية، يتم علاج ذلك بإعطاء هرمونات الغدة الدرقية على شكل أقراص. ويشير: "نحن نتعامل مع نتائج عملية المناعة الذاتية؛ لذلك لا يوجد علاج للأسف".
خمول الدقة الدرقية
وبصورة عامة، وإذا كانت الغدة الدرقية غير نشطة، وهو ما يسمى بـ"قصور الغدة الدرقية"، فإنها تنتج القليل جداً من الهرمونات. الغدة الدرقية هي عضو حيوي، تتحكم هرموناتها في العديد من العمليات في جسم الإنسان. عندما تكون هذه الهرمونات مفقودة، يمكن أن تظهر أمراض مختلفة، كما ذكر موقع "هايل براكسيز" الألماني المختص بالصحة.
الأعراض المحتملة لخمول الدقة الدرقية
وفقًا لتقارير الجمعية الألمانية لطب الغدد الصماء، فإن العلامات الجسدية لقصور الغدة الدرقية هي:
زيادة الحساسية للبرد، زيادة الوزن، معدل النبض البطيء، الإعياء، جلد جاف وبارد وتساقط الشعر، احتباس الماء، ضعف العضلات، حاجة مرتفعة للنوم، صعوبة في التركيز، ، اكتئاب المزاج والإمساك.
فيما كشف معهد الجودة والكفاءة في الرعاية الصحية الألماني عن أعراض أخرى محتملة تدل على قصور الغدة الدرقية، وهي:
ضيق في التنفس، الخمول، تضخم الغدة الدرقية، صوت عميق أجش، تضخم اللسان، نزيف حاد في الدورة الشهرية أو اضطرابات في الدورة الشهرية، ضعف الخصوبة، الضعف الجنسي لدى الرجال، فقدان السمع، وخز أو تنميل، ردود فعل بطيئة.
أسباب خمول الغدة الدرقية
وفقاً لجمعية الألمانية لطب الغدد الصماء، فإن الأسباب التالية شائعة لقصور الغدة الدرقية:
- التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي (التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، المذكور أعلاه)
- علاج هرمون الغدة الدرقية بجرعات منخفضة
- جرع عالية جداً من الأدوية لعلاج فرط الوظيفة
بينما تعد الأسباب التالية، نادرة جداً:
- القصور الوظيفي الخلقي (طفل واحد لكل 3500 ولادة)
- التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد
- خلل في عمل الغدة النخامية
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي نقص اليود الواضح أو بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب إلى خمول الغدة الدرقية. وإذا لم يتم علاج القصور الوظيفي، يمكن أن تتطور مجموعة متنوعة من المشاكل، تكون خطيرة في بعض الأحيان. لكن في بعض الأحيان تتعافى الغدة الدرقية من تلقاء نفسها - على سبيل المثال، عندما ينحسر الالتهاب.
التشخيص والعلاج
لإجراء التشخيص، سيسأل الطبيب أولاً عن الأعراض وسيمس الغدة الدرقية. نظراً لأن العديد من أعراض قصور الغدة الدرقية يمكن أن يكون لها أسباب أخرى، يتم إجراء اختبارات الدم للتوصل إلى تشخيص واضح، كما نقل موقع "هايل براكسيس" الألماني.
من أجل التمكن من التعرف على قصور الغدة الدرقية الخلقي وعلاجه مبكراً، يتم تحديد قيمة "الهرمون المنبه للغدة الدرقية" بشكل روتيني في جميع الأطفال حديثي الولادة. إذا كانت النتيجة غير طبيعية، يتم أيضاً قياس مستويات هرمون الغدة الدرقية. ولا ينصح بإجراء الفحص للبالغين.
في علاج القصور الوظيفي، يتم استبدال هرمون الغدة الدرقية المفقود بعقار يتوافق مع هرمون الجسم نفسه. العنصر النشط يجلب مستويات الهرمون إلى المعدل الطبيعي. نتيجة لذلك، عادة ما تختفي الأعراض تماماً. ويستغرق العلاج حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وحسب سبب قصور الغدة الدرقية، ممكن أن يكون العلاج مؤقتاً أو مدى الحياة. في حالة نقص الوظيفة الكامنة، يتم زيادة قيمة "الهرمون المنبه للغدة الدرقية" فقط.
الوقاية
وذكر معهد الجودة والكفاءة في الرعاية الصحية الألماني أنه يمكن الوقاية من خمول الغدة الدرقية بسبب نقص اليود عن طريق توفير كمية كافية من اليود. ومع ذلك، نادراً ما يكون نقص اليود هو السبب في ألمانيا مثلا، بسبب توفره بصورة كافية في ملح الطعام وفي المواد الغذائية الأخرى.
وينصح الخبراء لضمان تناول كمية كافية من اليود في النظام الغذائي، كما في الحليب أو منتجات الألبان وفي أسماك البحر. يوصى أيضاً باستخدام ملح الطعام المعالج باليود.
تحتوي بعض المكملات الغذائية أيضًا على اليود. ومع ذلك، فإن مجموع اليود اليومي سيكون مشكلة للجسم إذا تجاوز أكثر من 100 ميكروغرام من اليود، إذ أن أي شخص يستهلك الكثير من اليود على المدى الطويل يزيد من خطر إصابته بفرط نشاط الغدة الدرقية. ومع ذلك، فإن تناول جرعات زائدة من الطعام المحتوي على اليود هو أمر نادر الحدوث. ما عدا تناول الطحالب المجففة، وخاصة الأعشاب البحرية، التي تحتوي على كميات كبيرة جداً من اليود.
ز.أ.ب/ ع.أ.ج