مرشح الاشتراكيين يواجه ميركل ويتحدى اليمين الشعبوي
٢٩ يناير ٢٠١٧أكدت دوائر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مجلس إدارة الحزب اختار بالإجماع السياسيَّ الألماني البارز مارتن شولتس كمرشح عن الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية القادمة. وأوضحت دوائر شاركت في اجتماع الحزب لـ (د.ب.أ) اليوم الأحد (29 يناير كانون الثاني 2017) أنه تم اختيار شولتس، رئيس البرلمان الأوروبي السابق، ليكون منافسا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على منصب المستشار في 2017.
وأضافت الدوائر أنه من المتوقع انتخاب شولتس في اجتماع خاص في منتصف شهر آذار/مارس القادم ليكون رئيسا للحزب الاشتراكي الديمقراطي وخليفة لزيغمار غابرييل، الذي تولى أول أمس الجمعة منصب وزير الخارجية الاتحادي لألمانيا، خلفا لفرانك فالتر شتاينماير الذي يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية الإتحادية. وقالت المصادر لرويترز إن القرار سيتخذ صفة رسمية في مؤتمر حزبي سيعقد في 19 مارس آذار.
مؤشرات مشجعة
وقدم شولتس، برنامجه الأحد كمرشح في مواجهة ميركل، مدفوعا بأولى استطلاعات الرأي المشجعة نسبيا لحزبه. وتؤكد استطلاعات الرأي، ان المستشارة المحافظة ما زالت حتى الآن الأوفر حظا للفوز بولاية رابعة في الانتخابات المقررة في 24 ايلول/سبتمبر.
لكن وصول رئيس جديد للحزب الاشتراكي الديموقراطي هذا الأسبوع أعطاه دفعا جديدا، بعد أن سجل تراجع شعبيته منذ اشهر أرقاما قياسية، جعلت اليمين المتطرف المعادي للهجرة يقترب منه. وبعدما ترأس البرلمان الأوروبي خمس سنوات، انطلق مارتن شولتس في السباق، بدلا من الذي كان يبدو حتى ذلك الحين المرشح الطبيعي للحزب الاشتراكي الديموقراطي، نائب المستشارة سيغمار غابرييل. وأخيرا تراجع هذا الأخير بسبب استطلاعات الرأي غير المؤاتية.
وهذا الرجل (61 عاما) الآتي من بيئة متواضعة والذي لم يتابع دروسا نظامية، ويعتبر أكثر يسارية من سيغمار غابرييل حول القضايا الاجتماعية، يركز في خطابه الذي يلقيه الأحد حول الدفاع عن الطبقات الشعبية التي تبتعد كما يحصل في كل أنحاء أوروبا عن الاشتراكية الديموقراطية. وينوي شولتس الذي يركز على قضايا الناس، ايضا التصدي لتقدم اليمين الشعبوي في البلاد. والأمر الأكيد قوله في مقابلة مع مجلة "در شبيغل" الأسبوعية الألمانية السبت "أريد أن أصبح مستشارا".
وبترشيحع شولتس، يستعيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي آماله بانتزاع المستشارية من ميركل، فاستطلاعا الرأي اللذان أجريا بعد الاعلان عن ترشيحه، لشبكتي تلفزيون زد.دي.اف واي.ار.دي، يؤكدان تقدما للحزب الاشتراكي الديموقراطي بمعدل ثلاث نقاط في نوايا التصويت، ووصل إلى 24% حسب الأولى و23% حسب الثانية، في حين تراجع حزب المستشارة بمعدل نقطتين إلى 35%. وعلى صعيد الشعبية الشخصية، يتعادل مارتن شولتز مع انغيلا ميركل. فنسبة متشابهة تقريبا من الألمان تناهز 40% تأمل في أن ترى هذين المسؤولين في المستشارية بعد الانتخابات.
مواجهة اليمين الشعبوي
وقالت أسبوعية شتيرن إن "المستشارة تواجه مشكلة الآن، مشكلة كبيرة"، مشيرة إلى أنها "مع مارتن شولتز تواجه منافسا يتمتع بالشعبية التي تتمتع بها، وسيكون بمقدوره أن يعبىء حزبه وسيتمكن من مهاجمتها لأنه ليس عضوا في الائتلاف" الحكومي الحالي. الا ان للشعبية الشخصية حدودها في النظام الألماني. فالمستشار لا ينتخب مباشرة من الناس بل من النواب. وفي هذا المجال، ما زال يتعين على الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة مارتن شولتز تعويض التأخر الكبير بالمقارنة مع الاتحاد المسيحي الديموقراطي.
وحذر مدير معهد فورسا لاستطلاعات الرأي مانفريد غولنر، من أن "شولتز لم يكشف حتى الآن عن ملامح سياسية محددة، ولقد برز بصفته رئيسا للبرلمان الأوروبي، لكن لا يمكن الفوز بانتخاب في المانيا من خلال الاتكال على أوروبا".
م.س/ ط.أ ( د ب أ، رويترز)