مدينة المستقبل للطاقة النظيفة في أبو ظبي
٢٠ أبريل ٢٠١٠تقدر تكاليف بناء مدينة مصدر التي يطلق عليها "مدينة المستقبل" في قلب الصحراء في أبو ظبي باثنين وعشرين مليار دولار،. بيد أن إمارة أبو ظبي، التي هي سادس مصدر للنفط في العالم، لا تمول المشروع لوحدها، بل تسعى من خلال التجارة بانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون إلى الحصول على عائدات إضافية، ذلك أن القائمين على المشروع يريدون إنشاء مدينة صديقة للبيئة. ومن المنتظر أن تنتهي عمليات بناء المدينة عام 2016 وأن تتسع لحوالي 50 ألف شخص، يتمتعون بكافة أشكال الرفاهية. كما ستكون المدينة خالية من السيارات وتعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة. ويروج مكتب المهندس البريطاني نورمن فوستر، الذي يتولى تصميم الهندسة المعمارية لمدينة مصدر بأن سكّانها "سيتمتعون بمستوى معيشي راق دون الإضرار بالبيئة". ويعمل مكتب فوستر بالتعاون مع نحو 500 متخصص وخبيرمن شتى أنحاء العالم لتنفيذ هذا المشروع الفريد من نوعه حتى الآن.
مدينة المستقبل تجمع بين التطور التكنولوجي والثقافة العربية
من جهتها، تؤكد رزان المبارك، رئيسة الصندوق العالمي لصون الطبيعة أن مدينة مصدر هي تحقيق لحلم، "كلنا نريد مستوى معيشياً راقياً، والرفق بمنابعنا الطبيعية ونريد أن نخلف لأولادنا وأحفادنا كوكبا سليماً." وتقول المبارك إن مدينة مصدر تقوم على عدة مبادئ هي "التجارة العادلة والصحة والسعادة والاحترام للثقافة والعادات المحلية". ويؤكد القائمون على بناء مدينة مصدر أنها ستكون "أول مدينة صديقة للبيئة في العالم"، حيث من المنتظر أن يقل استهلاكها للمياه بمقدار ثمانين بالمائة عن استهلاك المدن العادية الأخرى، وأن يتم فيها الاستغناء كليا عن الوقود الأحفوري. كما من المنتظر أن يتم تدوير النفايات بنسبة مائة بالمائة وألاّ تنبعث منها أي غازات سامة، كون أن 90 في المائة من طاقتها سيكون مصدرها الشمس. كما يتم التخطيط لبناء الشوارع على الطراز العربي التقليدي، أي ستكون على شكل أزقة ضيقة تنشر البرودة والظلال وستكون المدينة بكاملها خالية من السيارات. ومن أجل تأمين حركة التنقل ستبنى شبكة كثيفة من خطوط الأنفاق والسيارات الكهربائية التي تتحرك فوق الخطوط الحديدية.
استقطاب مؤسسات دولية وشركات اقتصادية
على صعيد آخر، يؤكد سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، أن المدينة ستستقطب شركات من شتى أنحاء العالم، وعددا كبيرا من البنوك والشركات التي تريد أن تقوم بأبحاثها وتطويرها في المدينة الجديدة". ومن المنتظر، أن تصبح مدينة مصدر مقرا للوكالة الدولية للطاقات المتجددة ومقراً لمركز متطور للطاقة، يؤسس بالتعاون مع معهد ماساشوتستس لعلوم التكنولوجيا. ومازالت عمليات البناء والإنشاء جارية على قدم وساق، لتصبح مدينة مصدر، مدينة صديقة للبيئة وذات تقنيات متطورة، وتجسيدا لنظرة مستقبلية رائدة في قلب الصحراء.
الكاتبة: هيله يبيسين / شمس العياري
مراجعة: منى صالح