مدريد، طوكيو أو اسطنبول..من سيحظى بتنظيم أولمبياد 2020؟
٦ سبتمبر ٢٠١٣يترقب الملايين القرارات التي ستلعب دورا حاسما في شكل المستقبل الأولمبي لسنوات عديدة آتية، حيث يحسم الكونغرس الأولمبي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس يوم السبت (السابع من ديسمبر/ أيلول 2013) في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس خلال اقتراع سري المنافسة الدائرة على الفوز باستضافة أولمبياد 2020، الذي تتنافس عليه العاصمة الإسبانية مدريد والعاصمة اليابانية طوكيو ومدينة اسطنبول التركية. وينتظر أن تكون المدينة صاحبة أقل قدر من أوجه القصور هي الأقرب للفوز بحق الاستضافة وهي التي ستحظى بتأييد من اللجنة الأولمبية الدولية أكثر من المدينة الأكثر جاذبية.
وبالإضافة إلى حسم الصراع على حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2020 تشهد الأيام الأربعة المقبلة اجتماعات حاسمة للجمعية العمومية (الكونغرس) للجنة الأولمبية الدولية من أجل اتخاذ قرارين مصيريين آخرين للمستقبل الأولمبي، وهما: اختيار رئيس جديد للجنة الأولمبية الدولية والاتفاق على اللعبة التي ستدرج في البرنامج الأولمبي في الدورات المقبلة.
تنافس محموم
وسينجح ملف واحد فقط في التغلب على عيوبه ونقاط القصور لديه ليفوز السبت بحق استضافة أولمبياد 2020. ويحاول القائمون على ملفات اسطنبول ومدريد وطوكيو السبت اجتذاب الدعم والتأييد قبل قرار اللجنة الأولمبية الدولية. ولا يرى مسؤولو ملف طوكيو أن مشكلة المياه الملوثة بالإشعاع، الناجمة عن التسرب الإشعاعي من مفاعل فوكوشيما في أعقاب الزلزال الذي وقع عام 2011 وموجات المد العاتية (تسونامي) التي تبعته، ستؤثر سلبيا على ملف العاصمة اليابانية. كما يعتبر مسؤولو ملف اسطنبول أن حالات تعاطي المنشطات التي اكتشفت في الآونة الأخيرة بين الرياضيين الأتراك قد تصبح دليلا على عدم تسامح تركيا مع هذا الخداع. بينما يثق مسؤولو الملف الإسباني في أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلادهم ستنتهي قبل عام 2020.
وأكد الإيطالي فرانشيسكو ريتشي بيتي العضو السابق باللجنة الأولمبية الدولية أن المفاضلة بين ملفات مدريد وطوكيو واسطنبول سيكون لاختيار المرشح "الأقل سوءا"، وأضاف ريتشي يرس، "أشعر بالسعادة لأنني لن أصوت فيه". ويرى ريتشي بيتي، الذي شغل عضوية اللجنة الأولمبية الدولية حتى عام 2012 وحظي بتأثير هائل في الحركة الأولمبية العالمية، أن المشكلة الكبرى لملف طوكيو ستكون استضافة آسيا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018، التي تنظمها مدينة بيونغتشانغ الكورية الجنوبية قبل عامين فقط من أولمبياد 2020. وأضاف: "هذه المشكلة أكثر تأثيرا من المشاكل التي تعانيها اليابان في فوكوشيما". كما ركز ريتشي بيتي على المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها إسبانيا وعلى الموقف السياسي المعقد والمتوتر في تركيا والبلدان المجاورة لها، مما سيجعل اللجنة الأولمبية الدولية تتجه لاختيار الملف الذي يستطيع تنظيم أفضل دورة في ظل الظروف الخاصة ببلاده.
وتقدم طوكيو نفسها على أنها مرشحة القارة الأكثر شبابا وتسعى "لإلهام جيل جديد" بينما تتعهد اسطنبول "بتجربة رياضية متكاملة" في منطقة عبور متميزة بين القارتين الأوروبية والآسيوية. وتأمل مدريد في أن تدعم الدورة الأولمبية معنويات الشعب الإسباني بعد الانهيار الاقتصادي في الفترة الماضية. وتركز مدريد على حقيقة مهمة وهي أن أكثر من 80 في المئة من المنشآت التي تستضيف فعاليات الأولمبياد موجودة بالفعل فيها، بينما تتعهد طوكيو بتحديثات وتغييرات ابتكارية تتماشى مع تقدم الزمن، وتركز اسطنبول على تواصلها مع أهداف التنمية لدى اللجنة الأولمبية الدولية ومطالب اللجنة بأن تترك الدورات الأولمبية تراثا لمستقبل المدينة المضيفة.
قضايا أخرى هامة
ويترقب الجميع يوم الثلاثاء المقبل حين تجرى الانتخابات على رئاسة اللجنة الأولمبية في السنوات المقبلة. ويتنافس ستة مرشحين في مقدمتهم الألماني توماس باخ على خلافة البلجيكي جاك روج على رئاسة اللجنة بعد 12 عاما قضاها في المنصب. وفي يوم الأحد (الثامن من ديسمبر/ أيلول 2013 ) يحسم الكونغرس الأولمبي قضية أخرى، حيث تتنافس رياضة المصارعة مع رياضة الاسكواش، وملف مشترك بين البيسبلول والسوفت بول، لتدرج إحدى هذه الرياضات ضمن البرنامج الأولمبي. وتأمل رياضة المصارعة في الحصول على أكبر عدد من الأصوات لتدرج في البرنامج الأولمبي بعدما استبعدت بشكل مفاجئ من برنامج أولمبياد 2020 من خلال التصويت الذي جرى في اللجنة التنفيذية الأولمبية في وقت سابق من العام الحالي.
وأصبحت عملية العرض النهائي للملفات المتنافسة في نفس اليوم الخاص بعملية الاقتراع بمثابة قضايا قومية. مما دفع كبار القادة السياسيين وأفراد العائلات الملكية إلى الحضور لبوينس آيرس من أجل المشاركة في دعم ملفات المدن الثلاث خلال العرض النهائي أمام أعضاء اللجنة الأولمبية المشاركين في الاقتراع والبالغ عددهم 104 أعضاء. ويأتي على رأس الحضور في بوينس آيرس الأمير فيليب ولي العهد الأسباني وزوجته الأميرة ليتيثيا ، ورؤساء الوزراء في اليابان وإسبانيا وتركيا: شنزو آبي وماريانو راخو ورجب طيب أردوغان. ولن يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاضرا هذه المرة بعدما أخفق في زيارته السابقة لاجتماعات الكونغرس الأولمبي، حيث فشلت محاولته في إقناع مسؤولي اللجنة الأولمبية عام 2009 بمنح مدينة شيكاغو الأمريكية حق استضافة أولمبياد 2016 الذي فازت مدينة ريو دي غانيرو البرازيلية بحق تنظيمه.
ع.م/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب)