مدريد تقدم للرباط "تفسيرات" استقبالها لزعيم بوليساريو
٥ مايو ٢٠٢١بعد امتعاض المغرب من استقبال إسبانيا للأمين العام لجبهة بوليساريو، إبراهيم غالي، أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية أن هذا الأمر لم يؤثّر على العلاقات بين البلدين، موضحة أنّها قدّمت للرباط "التفسيرات المناسبة". وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، في مؤتمر صحافي "قدّمنا للمغرب التفسيرات المناسبة حول الظروف التي أدت بنا إلى استقبال غالي في إسبانيا لأسباب إنسانية بحتة". وتابعت الوزيرة "عندما تزول هذه الأسباب الإنسانية سيغادر بالطبع غالي إسبانيا".
من جهته قال السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر الطالب عمر، الثلاثاء، إنّ غالي "متواجدٌ في إسبانيا في فترة نقاهةٍ بعد شفائه من فيروس كورونا"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصحراويّة. وهي أوّل مرّة يُقرّ القادة الصحراويّون علانيةً بأنّ غالي موجود في إسبانيا.
وبعد يومين على إعلان "الجبهة الشعبيّة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" (بوليساريو) أنّ زعيمهم يتلقّى العلاج و"يتماثل للشفاء" بعد إصابته بكورونا، استدعت الرباط في 24 نيسان/أبريل السفير الإسباني لديها للتعبير عن "سخطها" بسبب استضافة بلاده زعيم جبهة بوليساريو لتلقّي العلاج على أراضيها. ولدى سؤالها عن هذه القضية التي أحرجت مدريد الحريصة على المحافظة على علاقات جيّدة مع المغرب، شريكها الأساسي في مكافحة الهجرة غير النظامية، شددت الوزيرة الإسبانية على أن "العلاقات الاستراتيجية بين إسبانيا والمغرب لم تتغيّر".
ومنذ عقود يدور نزاع حول الصحراء الغربية بين بوليساريو والمغرب الذي يسيطر على أغلب أراضي المستعمرة الإسبانية السابقة. تطالب بوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب منح المنطقة حكماً ذاتياً تحت سيادته.
وتبدو آفاق الحلّ غائبة في الصحراء الغربية التي تصنّفها الأمم المتّحدة بين "الأقاليم غير المتمتّعة بالحكم الذاتي". واستأنف الانفصاليون الصحراويون القتال في تشرين الثاني/نوفمبر ردّاً على عملية عسكرية مغربية في منطقة عازلة في أقصى جنوب المنطقة الصحراوية الشاسعة.
من جانب آخر استدعى القضاء الإسباني غالي للمثول أمامه اليوم الأربعاء (05 مايو/أيار 2021)، في إطار شكوى تقدّم بها المعارض السياسي لقيادة بوليساريو فاضل بريكة الذي يحمل الجنسية الإسبانية. ولم يتّضح هل سيسمح وضعه الصحي بالمثول أمام المحكمة.
وقالت الوزيرة "إذا أراد القضاء مثول غالي، فسيمثل غالي أمام القضاء. ليس للحكومة الإسبانية أن تتدخّل في استقلال عمل القضاء". بالمقابل أكّد السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر طالب عمر لوكالة الأنباء الصحراويّة أنّ "غالي لم يتلقّ أيّ استدعاء للتحقيق معه".
هـ.د/خ.س (أ ف ب)