محكمة ألمانية تسمح لشرطي بالاحتفاظ بوشم الأسد!
٨ مايو ٢٠١٨يفرض العمل في الكثير من المهن الالتزام بالكثير من القواعد والأمور كالظهور بمظهر لائق للتعبير عن احترام المؤسسة وأيضا لفرض هيبة تلك المؤسسة على الآخرين. ويعد العمل كشرطي من بين المهن التي تخضع لمعايير صارمة فيما يخص الهندام وتسريحة الشعر ودق الوشم (التاتو) في أماكن من الجسم تظهر للعيان.
ومؤخراً رفضت السلطات الألمانية في ولاية شمال الراين وستفاليا تسليم الاعتماد كموظف حكومي لأحد الشباب الذين أنهوا مرحلة التدريب والتكوين كرجل شرطة في مدينة دوسلدورف. ويعود سبب محاولة المنع التي طالت الشاب البالغ من العمر 25 عاماً إلى دقه لوشم أسد أسفل ساعده.
وبررت السلطات قرار المنع بالقول إن اللباس الصيفي لرجال الشرطة يكشف عن سواعدهم ما سيجعل الوشم باديا للعيان، وهو ما سيؤدي ـ في نظر المسؤولين ـ إلى التقليل من هبة الشرطة والمؤسسة الأمنية.
لكن الشاب رفض التخلي عن الوشم وعن رغبته في العمل كشرطي، ما دفعه إلى أن يطرق باب القضاء. ووصف الشاب الألماني المنع بغير القانوني وبرر تمسكه بالوشم باعتباره "مؤشرا على التغيير الذي يشهده المجتمع"، نقلاُ عن موقع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية. ودخل ملف هذا الشرطي جولة جديدة اليوم (الثلاثاء 08 مايو/ أيار 2018)، حيث أصدرت محكمة دوسلدورف حكما نهائيا في القضية.
وجاء حكم المحكمة لصالح الشرطي الشاب، حيث قررت السماح له بالاحتفاظ بوشمه واعتبرت المحكمة أن الوشم ليس سببا حقيقا يدعو لاستبعاده وحرمانه من العمل كشرطي. ويتوافق الحكم الحالي مع حكم ابتدائي صدر صيف السنة الماضية يقضي بالسماح للشرطي بالاحتفاظ بوشمه.
وسبق لسلطات ولاية شمال الراين وستفاليا أن فشلت في استبعاد هذا الشرطي الشاب من الاستفادة من التأهيل المهني لرجال الشرطة، بعدما نجح الشاب الألماني في انتزاع حكم لصالحه. وبعد انتهاء فترة التأهيل نجح من جديد في أخذ موافقة من السلطات القضائية للولاية.
وتفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع قضية الشرطي الألماني، حيث انقسم هؤلاء بين مؤيد له ولحقه في الاحتفاظ بالوشم وبين معارض لموقفه.
وفي حالة مشاهبة سبق للمحكمة الإدراية الاتحادية في لايبزيغ أن أيدت حكم المنع العام الماضي في حق شرطي كان يحمل وشما له محتوى نازي. وبررت المحكمة قراراها بأن: "الولاء المفروض على موظفي الدولة يمكن أيضاً أن ُينتهك من خلال حمل وشم يحتوي على دلالات مخالفة للدستور".
وبينما يتخوف البعض من أن يدفع قرار المحكمة بالسماح لهذا الشرطي بالاحتفاظ بوشمه، موظفين آخرين إلى الاقتداء به، يقلل آخرون من تأثير ذلك. ورغم أن الوشم صار أمراً عادياً في صفوف الشباب وبعض كبار السن إلا أن الكثيرين لا يزالون ينظرون إليه بتحفظ في مكان العمل. وبالنسبة لهؤلاء، فالوشم يمكن أن يكون مؤشراً على عدم جدية حامله وعلى عدم احترامه للمؤسسة التي يعمل لصالحها.
وفي وقت سابق أثيرت في ألمانيا ظاهرة الوشم في صفوف لاعبي كرة القدم. وظهرت الكثير من الأصوات التي تدعو إلى التعامل بحزم مع اللاعبين الذين يحملون وشوماً في أجسادهم.
ع.ع/ع.ش