محطات في تاريخ مهرجان برلين السينمائي الدولي
ككل مهرجان سينمائي عريق عرف مهرجان برلين السينمائي الدولي محطات تاريخية عديدة بين صعود وهبوط، منها محطات عرفت تأثير أحداث سياسية ومنها محطات عرفت نزاعات قضائية. فماهي أهم تلك المحطات التاريخية؟
بداية مثيرة مع هيتشكوك
يعد مهرجان برلين السينمائي واحدا من أهم المهرجانات السينمائية وأعرقها في العالم ويسمى أيضا البرليناله. تأسس المهرجان سنة 1951 ببرلين وكان أول فيلم يعرض في إطار المهرجان هو فيلم الافتتاح سنة 1951 "ريبيكا" لمخرج أفلام التشويق ألفريد هيتشكوك.
دورة 1961 أو "دورة النهدين"
في سنة 1961 شاركت نجمة الإغراء الأمريكية جين مانسفيلد في افتتاح الدورة 11 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، بغرض جلب الأنظار للمهرجان. لكن أغلب الصحف الألمانية آنذاك وصفت تلك الدورة بـ"دورة النهدين"، بسبب ظهور صدر الممثلة الأمريكية بشكل صارخ في إحدى الندوات الصحفية. سنة 1961 هي أيضا سنة بناء سور برلين الذي ستكون له تبعات على المهرجان.
بناء سور برلين وفشل دورة 1962
يصنف الموقع الرسمي لمهرجان برلين السينمائي دورة 1962 بكونها دورة فاشلة بإجماع النقاد "دورة 1962 لم تسعد أحدا"، ليس فقط بسبب تراجع إقبال الجمهور بسبب بناء سور برلين، ولكن لأن البرنامج كان ضعيفا في تلك السنة أيضا. الصورة تعود لجمهور يقف أمام سينما "حديقة الحيوان" سنة 1962.
بداية أكبر أزمة يشهدها المهرجان
أكبر أزمة واجهت المهرجان في تاريخه هي أزمة فيلم "أو.كي" وهو فيلم ألماني من إخراج ميشائيل فيرهوفن سنة 1970. تخلل الفيلم مشاهد صادمة عن اغتصاب وقتل فتاة فيتنامية من طرف جنود أمريكيين أثناء حرب فيتنام، نقلا عن واقعة حقيقية. فقامت لجنة التحكيم باستبعاده من المسابقة الرسمية، الأمر الذي كانت له تبعات كبيرة. الصورة من ندوة صحفية حول الفيلم سنة 1970 وعلى يسار الصورة مخرج الفيلم.
دورة بدون جوائز
في حيثيات استبعاد فيلم "أو.كي" من المسابقة الرسمية قالت اللجنة إنه "لا يساهم في خلق تفاهم حقيقي بين الشعوب"، بينما أشارت تقارير إعلامية إلى أن رئيس لجنة التحكيم، المخرج الأمريكي جورج ستيفنس، شعر أن الفيلم هو استهداف له. أسفر قرار اللجنة عن موجة من الاحتجاجات أدت إلى استقالة لجنة التحكيم وكانت دورة 1970 هي الوحيدة التي ألغيت فيها المسابقة. الصورة للجنة التحكيم أثناء إعلان الاستقالة في ندوة صحفية.
أزمة فيلم "امبراطورية الحواس" سنة 1976
إنه أول فيلم يجر إدارة مهرجان برلين الدولي إلى القضاء. النائب العام يصنف الفيلم الياباني الذي عرض في المهرجان سنة 1976 "كفيلم بورنوغرافي ثقيل". القضية بقيت أمام أنظار القضاء حوالي سنتين وتم الحكم فيها لصالح إدارة المهرجان بكون الفيلم "رغم احتوائه على مشاهد جنسيةK إلا أنه ليس فيلما بورنوغرافيا".
"تعويض" السينما الألمانية سنة 1982
عرف عام 1981 تهديد صناع السينما الألمان لإدارة المهرجان بالمقاطعة بسبب رفض الإدارة المتكرر لأفلام ألمانية لأسباب تجارية، لكن الإدارة وصلت بعد مفاوضات إلى توافق مع صناع السينما الألمان فشاركت في مسابقة 1982 خمسة أفلام ألمانية، وفاز المخرج الألماني راينر فيرنر فاسبيندر بالدب الذهبي عن فيلمه "شوق فيرونيكا فوس"، بعد أن شارك ثلاث مرات في المسابقة. إنه آخر ظهور لفاسبيندر في المهرجان إذ توفي بعد 4 أشهر.
تحول بعد تولي ديتر كوسليك لإدارة المهرجان
حسب بعض المهتمين بالسينما الألمانية فإن تولي ديتر كوسليك لإدارة المهرجان سنة 2001 أعطى له دفعة جديدة، إذ نجح كوسليك البالغ من العمر 70 عاما في جلب أسماء سينمائية كبرى للمشاركة في المهرجان ونجح في عدة مشاريع، منها مشروع دعم الفيلم الأوروبي وأفلام المخرجين الشباب.
فيلم إيروتيكي يحصل على الدب الذهبي
حصل الفيلم البريطاني "ألفة" على جائزة الدب الذهبي سنة 2001. قرار لجنة التحكيم أثار جدلا واسعا، إذ اعتبر بعض النقاد أن الفيلم مغرق في البورنوغرافية ولا يستحق تلك الجائزة. الفيلم من إخراج المخرج الفرنسي باتريس شيرو ويحكي عن علاقة جنسية بين رجل وامرأة متزوجة.
بداية دعم المشاريع السينمائية سنة 2004
شهدت سنة 2004 بداية دعم المهرجان لمشاريع سينمائية لمخرجين لم يحققوا اسما بعد في عالم السينما. واحد من تلك المشاريع هو فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد والذي حقق بعد عرضه في "البرليناله" سنة 2005 نجاحا عالميا كبيرا حتى أنه رُشح للأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي. الصورة من الفيلم الذي يحكي قصة آخر يومين من حياة انتحاريين فلسطينيين.
مرور خمسين سنة على المهرجان وتتويج إيران لأول مرة
شهدت سنة 2011 مرور خمسين سنة على تأسيس المهرجان وهي الدورة التي عرفت أيضا تتويج الفيلم الإيراني "نادر وسيمين-قصة انفصال" بجائزة الدب الذهبي وهو أول تتويج لفيلم إيراني في المهرجان. الفيلم من إخراج أصغر فرهادي ويحكي قصة زوجين ايرانيين يصلان إلى مفترق الطرق، إذ تريد الزوجة مغادرة البلاد بينما لايرغب الزوج في ذلك بسبب والده المريض.
تتويج عربي سنة 2016
عرفت سنة 2016 منح جائزة مهمة لفيلم عربي في المسابقة الرسمية، إذ فاز الممثل التونسي مجد مستورة بجائزة أفضل ممثل في المهرجان عن دوره في فيلم "نحبك هادي" لمخرجه محمد بن عطية وهو أول عربي يفوز بجائزة مماثلة. ويعد هذا الفيلم الرومانسي أول فيلم تونسي يشارك في المنافسة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي منذ عقدين. الصورة لمخرج الفيلم محمد بن عطية. الكاتب: ريم نجمي