مجلس النواب الأمريكي يخفق في انتخاب رئيس له في ست جولات
٤ يناير ٢٠٢٣في سيناريو غير مسبوق منذ مئة عام، يعاني مجلس النواب الأمريكي شللا كاملا إذ إن الخلافات في صفوف الجمهوريين حالت دون تمكن النواب من اختيار رئيس لهم في ست جولات انتخابية، ثلاث منها أقيمت أمس وثلاث اليوم (الرابع من يناير/ كانون الثاني 2023) حتى ساعة إعداد هذا الخبر .
وبقيت نتائج الجولات الست دون تغيير إذ تعارض مجموعة جمهورية محافظة قوامها ما بين 19 وعشرين نائبا انتخاب النائب الجمهوري أيضا كيفن مكارثي رئيسا للمجلس.
ولايزال المرشح الأوفر حظا لخلافة نانسي بيلوسي في رئاسة مجلس النواب، الجمهوري كيفن مكارثي ينتظر أن يغير أعضاء هذه المجموعة من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب الذين يتهمونه بأنه معتدل جدا ويتعمدون عرقلة هذه العملية، موقفهم.
مع تغيير في القواعد البرلمانية وارتفاع عدد النواب الذين ينتمون إلى التيار المحافظ المتشدد في الحزب، يستغل هؤلاء النواب الغالبية الجمهورية الضئيلة التي حققوها في انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر لكي يفرضوا شروطهم. ومن دون دعمهم لن يتمكن مكارثي من الوصول الى المنصب.
وقال النائب عن تكساس تشيب روي إن الأمريكيين يريدون "وجها جديدا ورؤية جديدة وقيادة جديدة".
وكيفن مكارثي وهو من القيادات الجمهورية منذ أكثر من عشر سنوات، استجاب لعدد من مطالب هذه المجموعة لكن من دون أن يؤدي ذلك الى الخروج من الطريق المسدود لا بل أن معارضة ترشيحه بدت وكأنها تزداد.
ووصف الرئيس الديموقراطي جو بايدن هذا الوضع بأنه "محرج" مؤكدا أن "بقية العالم" يتابع هذه الفوضى.
ترامب يخرج عن صمته
وخرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأربعاء عن صمته ودعا على شبكته للتواصل الاجتماعي، حزبه الى بذل كل الجهود لتجنب "هزيمة". وقال "لقد آن الأوان حاليا لنوابنا الجمهوريين في مجلس النواب أن يصوتوا لصالح كيفن" مكارثي الذي سيقوم "بعمل جيد" أو حتى "عمل رائع".
لكن الرئيس السابق الذي باتت سمعته كصانع ملوك، موضع شك في الأشهر الأخيرة، لم يتمكن أيضا من اقناع كتلة المحافظين هذه بالتصويت مع الحزب.
ويتطلب انتخاب رئيس مجلس النواب، ثالث أهم شخصية في السياسة الأمريكية بعد الرئيس ونائب الرئيس، غالبية من 218 صوتا. وخلال الجولات الست الأولى من التصويت لم يتمكن مكارثي من تجاوز عتبة 203 أصوات.
ويشل هذا الوضع أيضا المؤسسة برمتها، إذ من دون رئيس لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين وبالتالي تمرير أي مشروع قانون. لا يمكن للجمهوريين أيضا أن يفتحوا التحقيقات الكثيرة التي وعدوا بها ضد جو بايدن.
يراقب الديموقراطيون هذا الوضع بشيء من المتعة ويبدأون بالضحك أحيانا في القاعة أو التصفيق. ويتكتل الحزب الديموقراطي خلف ترشيح حكيم جيفريز لكن النائب لا يتمتع بدعم عدد كاف من الأصوات لكي ينتخب رئيسا لمجلس النواب.
ورغم رفع جلسة المجلس اليوم لعدة ساعات، سيواصل النواب التصويت الى حين انتخاب رئيس لمجلس النواب. هذا يمكن أن يستغرق ساعات أو أسابيع: ففي العام 1859 لم يتفق أعضاء الكونغرس على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.
ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب)