مجلس الأمن يفشل في الاتفاق على بيان بشأن غزة
٣١ مارس ٢٠١٨عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس الجمعة (30 آذار/مارس 2018) جلسة طارئة مغلقة لبحث الوضع المتدهور على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل إثر مقتل 16 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات بمناسبة "يوم الأرض"، لكن الجلسة انتهت من دون أن يتمكن أعضاء المجلس من الاتفاق على بيان مشترك.
والتأم مجلس الأمن بدعوة من الكويت لمناقشة آخر التطورات في غزة، حيث اندلعت مواجهات مع خروج عشرات الآلاف من سكان القطاع في مسيرة قرب الحدود الإسرائيلية في احتجاجات واسعة أسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة مئات آخرين في أسوأ يوم من أعمال العنف منذ حرب غزة عام 2014.
وخلال الجلسة حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تايي- بروك زيريهون بأن "هناك خشية من إمكان تدهور الوضع في الأيام المقبلة"، داعيا إلى أقصى حدود ضبط النفس.
من جهتهما أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أسفهما لموعد انعقاد الاجتماع بسبب تزامنه مع الفصح اليهودي الذي بدأ الاحتفال به مساء الجمعة، ما حال دون حضور أي دبلوماسي إسرائيلي للجلسة الطارئة التي عقدت على مستوى مساعدي السفراء. بدوره قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة إن "خطر التصعيد حقيقي. هناك إمكانية لاندلاع نزاع جديد في قطاع غزة".
وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة "إنه لأمر حيوي أن يكون هذا المجلس متوازنا"، مشددا على أنه "كان يجدر بنا أن نتوصل إلى ترتيب يتيح لكل الأطراف أن يشاركوا (في الاجتماع) هذا المساء". وأضاف الدبلوماسي الأمريكي "نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح البشرية التي وقعت اليوم" وتابع "أن أطرافا أشرارا يستخدمون التظاهرات غطاء لإثارة العنف، يعرضون أرواح الأبرياء للخطر".
أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون فأصدر قبيل التئام مجلس الأمن بيانا اتهم فيه حركة حماس بالوقوف خلف أعمال العنف. وقال دانون في وقت لاحق "فيما يجتمع اليهود في أنحاء العالم مع عائلاتهم ... لإحياء عيد الفصح، ينزل الفلسطينيون إلى مستوى جديد من المراوغة كي يتمكنوا من استخدام الأمم المتحدة لنشر أكاذيب حول إسرائيل".
وبمناسبة إحيائهم "يوم الأرض" تدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصا من الأطفال والنساء، أمس الجمعة على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أٌطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى". ومن المقرر أن تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة أسابيع وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها وللمطالبة أيضا برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وبحسب مسعفون في غزة، فإن القوات الإسرائيلية التي كانت تواجه واحدة من أكبر المظاهرات الفلسطينية في السنوات الأخيرة على الحدود بين إسرائيل وغزة يوم الجمعة، فقد قُتل ما لا يقل عن 16 فلسطينيا وأُصيب أكثر من 1400 آخرين في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان إن الأمين العام دعا إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في عمليات القتل والإصابات التي وقعت بغزة يوم الجمعة. وأضاف حق أن الأمين العام "دعا أيضا الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا ولاسيما أي إجراءات قد تلحق الأذى بالمدنيين".
وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة" عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، مطالبا المجتمع الدولي "بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل"، وأعلن حدادا عاما اليوم السبت.
وتزامنت "مسيرة العودة الكبرى" مع إحياء "يوم الأرض" الذي يخلّد كل 30 آذار/مارس مقتل 6 فلسطينيين دفاعا عن أراضيهم المصادرة من سلطات إسرائيل سنة 1976.
ز.أ.ب/ع.ش (أ ف ب، رويترز)