مجلس الأمن يفشل في إقرارالهدنة والقتل مستمر في سوريا
٢٣ فبراير ٢٠١٨قُتل أكثر من 400 مدني بينهم نحو مئة طفل في خمسة أيام من الغارات الجوية والقصف الذي يشنه النظام السوري على الغوطة الشرقية آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بينما أعلنت روسيا أن "لا اتفاق" في مجلس الأمن على وقف لإطلاق النار.
وأورد المرصد أنه منذ بدء حملة القصف والغارات على الغوطة الشرقية الأحد الماضي، قتل 416 مدنيا بينهم 95 طفلا.
وقتل 59 مدنيا على الأقل أمس الخميس في غارات جوية وإطلاق صواريخ استهدفت العديد من بلدات الغوطة ومدنها، خصوصا دوما حيث قضى 37 شخصا بحسب المرصد.
ومنذ الأحد، يستهدف النظام السوري الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ 2013 بحملة قصف كثيف مع مؤشرات الى هجوم بري وشيك تستعد له قوات الرئيس بشار الأسد والميليشيات الموالية لها.
وندد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة للمجلس دعت اليها موسكو ب"الخطب الكارثية" التي تذكر بما قاله أعضاء في المجلس خلال المعارك في مدينة حلب نهاية 2016 معتبرا أنها لا تنسجم مع الوضع على الأرض.
فيما أوضح نظيره السويدي اولوف سكوغ إثر الاجتماع أن المناقشات ستستمر، مبديا أمله في طرح مشروع قرار أعدته بلاده والكويت على التصويت اليوم الجمعة (23 فبراير/ شباط 2018)، الذي ينص على وقف لإطلاق النار يستمر شهرا.
إدانة فرنسية أمريكية
ودانت الولايات المتحدة وفرنسا وأعضاء آخرون موقف روسيا الداعم للنظام السوري، وانتقد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر "الهجمات على المستشفيات" و"الوضع الذي لا يمكن القبول به".
واعتبر الدبلوماسي الفرنسي أن "الوضع على الأرض ملح جدا" و"من الضروري ان يتم سريعا تبني" مشروع القرار الذي يتفاوض في شأنه الاعضاء الـ15 في مجلس الامن. وحذر أيضا من "الاسوأ" ما يعني "اتساع النزاع".
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد بلاده لوقف اطلاق النار شرط ان تشمل الاستثناءات أيضا "المجموعات المتعاونة" مع التنظيمات الجهادية و"التي تهاجم الأحياء السكنية" في أنحاء العاصمة السورية. وذلك في إشارة إلى القذائف التي تطلقها فصائل المعارضة على دمشق ويقول الإعلام السوري الرسمي إنها قتلت 15 شخصا وأصابت العشرات في الأيام القليلة الماضية.
وكان لافروف قد أعلن في وقت سابق من بلغراد أن فصائل معارضة رفضت عرضاً بالخروج من الغوطة الشرقية على غرار اتفاقات إجلاء أخرى حصلت سابقاً بموجب اتفاق مع قوات النظام، أبرزها من شرق مدينة حلب نهاية 2016. وقال إن "جبهة النصرة وحلفاءها رفضوا بشكل قاطع العرض".
وتقتصر سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على بعض المراكز المحدودة في الغوطة، فيما يُعد "جيش الإسلام" أبرز فصائل المنطقة، وكان نفى سابقاً أي مفاوضات مع النظام.
قتل ودمار
في مدينة دوما، شاهد مراسل فرانس برس متطوعين من الدفاع المدني يخرجون نساء جريحات من تحت الأنقاض. واثناء انهماكهم بإنقاذ امرأة، استهدف القصف الجوي المنطقة، وتمكنوا من اخراجها لاحقاً لكنها كانت فارقت الحياة.
في مستشفى في مدينة دوما، شاهد المراسل رجلاً يبكي إلى جانب جثة ابنه في المشرحة وحوله جثث أخرى لفت جميعها بالقماش الأسود. وكان العجوز يردد باكياً "الحمد الله الحمد الله، اثنان، لم يكن لدي غيرهما، والآن انتهيا" في اشارة الى ابنين فقدهما تباعاً في القصف.
وخلت مدينة دوما من الحركة في ظل انقطاع الكهرباء نتيجة انقطاع الأشرطة الكهربائية الخاصة بالمولدات.
ويفاقم التصعيد من معاناة المدنيين والكوادر الطبية التي تعمل بإمكانات محدودة نتيجة الحصار المحكم منذ 2013.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود الخميس أن القصف الجوي والمدفعي أدى "لتهدم أو تدمير 13 مستشفى وعيادة تدعمها (...) بشكل منتظم أو بحسب الحاجة خلال ثلاثة أيام فقط من القصف المستمر".
وأفاد مراسلو فرانس برس وأطباء والمرصد عن استهداف مستشفيات عدة في دوما وحمورية وعربين وجسرين وسقبا، فضلاً عن مركز للدفاع المدني في دوما وغيرها من المرافق الطبية. وقد أفادت الأمم المتحدة عن هجمات طاولت ستة مستشفيات.
ح.ز/و.ب (أ ف ب، د ب أ)