مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يناقش تقرير غولدستون حول الحرب في غزة
١٥ أكتوبر ٢٠٠٩يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس (15 أكتوبر / تشرين الأول 2009) في جنيف تقرير القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون حول الحرب في قطاع غزة وذلك خلال جلسة استثنائية حول "وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وفي القدس الشرقية". في غضون ذلك، ذكرت الصحف الفلسطينية الصادرة في رام الله صباح اليوم الخميس أن هناك تفاؤلا يسود الأوساط الفلسطينية والعربية بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة بإقرار مجلس حقوق الإنسان في جنيف لتقرير غولدستون غدا الجمعة.
ومن المقرر أن يبدأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف اليوم مناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على أن تستمر المناقشات غدا الجمعة وسط توقعات فلسطينية بإجراء التصويت على قرار سيتم تقديمه للمجلس بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وبينها القدس الشرقية.
تقرير غولدستون يثير جدلا داخل مجلس الأمن الدولي
ويأتي ذلك غداة نقاش حاد شهده مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء (14 أكتوبر/تشرين الأول) حول تقرير غولدستون، بحيث تعرضت إسرائيل لضغوطات من عدد من الدول الغربية. فقد طالبت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إسرائيل بالتحقيق في النتائج التي نشرتها بعثة غولدستون، الشهر الماضي، وتتضمن اتهامات لإسرائيل وحركة حماس بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب في قطاع غزة في ديسمبر/ كانون الأول ويناير كانون الثاني.
وأبلغ أليخاندرو وولف، نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن أن واشنطن لديها مخاوف بشأن التقرير واصفا إياه بأنه "يركز بشكل غير متوازن على إسرائيل". لكنه كرر وجهة النظر الأمريكية "بأنه يجب على إسرائيل أن تتعامل معه بجدية". فيما وصف حركة حماس بأنها "منظمة إرهابية" وأنها "غير مستعدة ولا قادرة على التحقيق في سلوكياتها".
من جهته، حث جون ساورز، السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، "الحكومة الإسرائيلية على إجراء تحقيقات كاملة وجديرة بالثقة ومحايدة في الاتهامات." فيما دعا السفير الفرنسي جيرار أرو كلا من إسرائيل وحماس إلى "تحقيقات مستقلّة تتماشى مع المعايير الدولية."
إسرائيل ترفض التقرير والسلطة الفلسطينية تطالب بتحقيقات محلية
من جهتها، رفضت السفيرة الإسرائيلية غابرييلا شاليف التقرير ووصفته بأنه "إهدار لوقت مجلس الأمن الدولي"، مشددة على أن تقرير غولدستون، الذي يتضمن 575 صفحة، "تحابي الإرهاب وتضفي شرعية عليه." وانتقدت شاليف مناقشة التقرير من أصله في جلسة عاجلة لمجلس الأمن، لافتة إلى أن ذلك من شأنه "تحويل اهتمام المجلس عن الواقع" في منطقة الشرق الأوسط. كما أكدت شاليف الموقف الإسرائيلي بأنه "لا يمكن استئناف عملية السلام مادام هذا التقرير مطروحا على المائدة." يشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت رفضت تقرير غولدستون ووصفته بأنه أحادي الجانب ومتحيز.
وأبلغ لين باسكو، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي أن الأمين العام بان كي مون يدعو أيضا إلى "تحقيقات محلية ذات مصداقية" على أساس تقرير غولدستون. في حين أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن السلطة الفلسطينية تأخذ على محمل الجد الاتهامات التي أوردها تقرير غولدستون بشأن انتهاكات محتملة لناشطي حماس، رافضا المساواة "بين حماس وإسرائيل" ومشددا في الوقت نفسه على أن حكومته تؤيد "إجراء تحقيقات محلية."
(ش.ع / أ.ف.ب / د.ب.أ / رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي