مجلة "ساينس" الأمريكية تصنف أهم عشرة اكتشافات علمية لعام 2009
١٩ ديسمبر ٢٠٠٩توجت مجلة "ساينس" الأمريكية المتخصصة في العلوم هيكلا عظميا لأنثى بشرية يقدر عمره بنحو أربعة ملايين وأربعمائة ألف عام على رأس قائمة أهم عشرة اكتشافات علمية لعام 2009. وكانت الأنثى، التي أطلق العلماء على هيكلها اسم "أردي" تعيش في منطقة أثيوبيا بالقارة الأفريقية، وهي المنطقة نفسها التي تعود لها الأنثى لوسي، التي كان تعتبر أقدم أثر للبشر. غير أن أردي التي يبلغ طولها 120 سنتمترا فاجأت العلماء بحقيقة أن أبناء النوع البشري كانوا يسيرون منتصبي القامة قبل مليون عام من ميلاد الأنثى لوسي وأنهم لم يكونوا أشبه بالقردة بهذه الدرجة التي كان يعتقدها العلماء حتى الآن وذلك نقلا عن وكالة رويترز.
وبررت الهيئة العلمية لمجلة ساينس اختيارها للهيكل العظمي لأنثى أردي بأنها فتحت فصلا مثيرا في تاريخ التطور البشري. ورأى العلماء في العدد الأخير للمجلة "أنه من قبيل المصادفة الجيدة أن ينجح العلماء في كسر حاجز أربعة ملايين عام في بحثهم عن أصل البشر بالتزامن مع الاحتفال بعيد ميلاد داروين رقم 200 ".
واكتشافات فلكية...
واحتل اكتشاف نجوم نابضة لم تكن معروفة من قبل بمساعدة تلسكوب هابل المرتبة الثانية من القائمة. ويصف العلماء هذه النجوم النابضة، التي هي بقايا نجوم هائلة الحجم، "بأنها تتلألأ ليلا وكأنها أبراج مضيئة"، كما بإمكانها الدوران حول نفسها مئات المرات في الدقيقة. ومن ضمن أفضل عشر اكتشافات لعام 2009 العشرة اكتشاف ما يعرف بالشحنات الأحادية القطبية في بلورات الثلج النقية المعروفة بشحناتها المغناطيسية الغريبة. كما جاءت تجربة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بشأن "قصف القمر" بحثا عن الجليد ضمن قائمة مجلة ساينس، التي أشادت أيضا بعملية إصلاح المسبار الدولي هابل ليواصل عمله خمس سنوات أخرى بعد العملية الناجحة.
كما عثر باحثون ألمان في الوقت نفسه مع علماء النبات في كاليفورنيا على آثار هورمون خاص يتأثر بالضغط العصبي لدى النباتات، يوحي للنباتات بإغلاق فتحات دقيقة في أوراقها لخفض الفاقد من مياهها حسبما أوضح البروفيسور أرفين غريل وزملاؤه من جامعة ميونيخ التقنية في نيسان/أبريل الماضي في مجلة ساينس. ومن المنتظر أن يصب هذا الاكتشاف في صالح الزراعة في جميع أنحاء العالم في ضوء التغير المناخي.
وللعلوم الطبية نصيبها...
وجاء أيضا اكتشاف مفعول مادة "رابامسين" الطبيعية، التي تبين أنها تؤخر عملية تقدم السن لدى الثدييات، حيث ثبت أن الفئران، التي جربت عليها هذه المادة ضمن برنامج أمريكي لمنع الشيخوخة، قد عاشت بمعدل عشرة بالمائة أطول من أقرانها، ضمن أعظم عشر اكتشافات للعام الجاري. وساعد التقدم الذي حدث في أبحاث العلاج الجيني هذا العام مكفوفي البصر، حيث استطاع 12 كفيفا كانوا يعانون من نوع من العمى الجزئي في الاعتماد على أنفسهم بعد استرداد جزء من بصرهم.
واحتلت مادة كربونية جديدة أحد المراكز العشرة حيث يتنبأ العلماء لهذه المادة التي يطلقون عليها اسم غرافين بأن تحدث ثورة في تقنيات أشباه الموصلات وصناعة الشاشات. على صعيد آخر، أبدى علماء مجلة ساينس قلقهم إزاء تقليص العديد من الدول ميزانيات البحث العلمي في ضوء الأزمة الاقتصادية والمالية، مشيرين في هذا الصدد إلى أن البرتغال وإيطاليا تعتزمان تخفيض ميزانية البحث العلمي لديهما بنسبة تتراوح بين عشرة وعشرين في المائة، مقابل 6 إلى 10 في المائة بالنسبة لأيرلندا.
(ش.ع / د.ب.أ/رويترز)
مراجعة: هشام العدم