مجددا.. لقاح أسترازينكا في الواجهة بعد وفاة سيدة في الدنمارك
١٥ مارس ٢٠٢١نهاية الأسبوع الماضي، عاد مجددا الجدل حول لقاح أسترازينيكا في أوروبا بعد أن سُجلت نحو 30 حالة من المضاعفات التي ظهرت لدى أشخاص تلقوا جرعة من اللقاح البريطاني.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن وكالة الدواء الدنماركية أعلنت مساء الأحد (14 مارس/ آذار) وفاة امرأة في عقدها السادس، إثر تعرضها لجلطات دموية ظهرت بعد جرعة التطعيم. ووصفت الوكالة الدنماركية الأعراض بـ"الغريبة جدا"، مضيفة أن عدد صفائح الدم في جسم السيدة المتوفاة كان منخفضا إثر إصابتها بجلطات في أوعية دموية صغيرة وكبيرة وإصابتها بنزيف.
ذات "الأعراض الغريبة" أعلن عنها أيضا في النرويج السبت الماضي، حيث تعرض ثلاثة أشخاص، كلهم دون الخمسين لنزيف وجلطات وانخفاض في عدد صفائح الدم، وهم حاليا يخضعون للعلاج الطبي في المستشفيات، وفق السلطات الطبية المعنية.
على ضوء هذه التطورات، أوقفت كل من الدنمارك والنرويج وأيسلندا استخدام لقاح أسترازينيكا، في خطوة أربكت برامج التطعيم الأوروبية. فهولندا التحقت بالدول المذكورة بإصدار قرار تعليق مماثل يوم أمس الأحد إلى غاية 29 من مارس/آذار على الأقل كإجراء "احترازي". بينما قررت كل من إيطاليا والنمسا تعليق حمولات معيّنة فقط من هذا اللقاح.
تطمينات لم تطمئن
تحرك الحكومة الهولندية جاء رغم تطمينات وكالة الدواء الأوروبية بعدم وجود أي مؤشرات وثيقة تؤكد ارتباط هذه الأعراض مع جرعة لقاح أسترازينيكا. الرأي ذاته، صرّحت به منظمة الصحة الجمعة الماضية.
من جهتها، ومباشرة بعد الإعلان عنوفاة السيدة الدنماركية سارعت الشركة المنتجة للقاح إلى التأكيد بأن عملية المراجعة لبيانات السلامة الخاصة لم تسفر عن دلائل ملموسة على زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
يشار إلى أن لقاح أسترازينيكا عانى منذ ظهوره من حملة تشكيك واسعة النقاط في مدى فاعليته لدى الفئة العمرية ما فوق 65 عاما، وضد التحورات الجديدة لفيروس كورونا المستجد، وطالما دافعت منظمة الصحة العالمية عنه، لكن الجدل الأول الذي أثير حوله خدش صورته وجعل الكثيرين يرفضون تلقيه.
ألمانيا وفرنسا تواصلان التلقيح
وخلافا لمعسكر "المقاطعة"، نصحت وكالة الأدوية الفرنسية قبل يومين على الاستمرار في استخدام اللقاح، معلنة بدء دراسة على سلامة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 الموجودة في فرنسا.
وإلى جانب فرنسا "لا تجد" السلطات الألمانية أي سبب للتعليق "معتمدة" على نتائج بحوث الوكالة الأوروبية للأدوية التي وصفت اللقاح بـ"الآمن"، كما ذكرت المكاتب الصحية الرسمية.
وفي بريطانيا التي تواكب حملة لقاح سريعة الوتيرة يتم "مراقبة الوضع عن كتب"، تقول السلطات موضحة أنه نظرا للأعداد الكبيرة لمتلقي اللقاح مقارنة بالأعداد المسجلة لحالات تجلط الدم، "لا يمكن الانطلاق في اللحظة الراهنة سوى من علاقة تزامن وليس من علاقة سببية".
و.ب/ ع.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)