مجازر جديدة في إفريقيا الوسطى وتفويض أممي للتدخل
٥ ديسمبر ٢٠١٣أجاز مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس (الخامس من ديسمبر/ كانون الأول) للقوات الفرنسية التدخل في جمهورية إفريقيا الوسطى لإعادة بسط الأمن ودعم قوة افريقية. وقد صوت أعضاء المجلس الخمسة عشر بالإجماع على هذا القرار، وكان رئيس وزراء جمهورية افريقيا الوسطى نيكولاس تيانغاي دعا الى نشر جنود فرنسيين "فور" التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يسمح بتدخل فرنسي لإعادة النظام إلى إفريقيا الوسطى دعما للقوة الإفريقية الموجودة فيها.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد صرح صباح اليوم الخميس، أن حوالي 1200 جندي فرنسي -أكثر من نصفهم موجودون هناك أصلا-، سيتدخلون في الفترة "بين تصويت الأمم المتحدة مساء اليوم والموعد الذي سيختاره الرئيس" فرنسوا هولاند.
وفي القرار الصادر من مجلس الأمن، طلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الدولة الغنية بالمعادن والتي يسكنها 4.6 مليون نسمة والتي عمتها الفوضى بعد أن اطاح متمردو سيليكا بالرئيس فرانسوا بوزيز في مارس/ اذار الماضي.
أعمال عنف دامية
وعقب اندلاع أعمال عنف دامية في بانغي التي يطبق فيها حظر للتجول، انتشر 250 عسكريا فرنسيا اليوم الخميس بعد إطلاق نار أدى إلى سقوط ثمانية قتلى و65 جريحا على الأقل في عدد من أحياء العاصمة.
في غضون ذلك، ذكر مراسلون من وكالة فرانس برس أن حوالي 80 جثة كانت مصفوفة الخميس في احد مساجد بانغي ومرمية في شوارع المدينة. وفي مسجد حي "بي كا 5" في وسط العاصمة، كشوهدت 54 جثة مصفوفة في قاعة الصلاة والباحة الداخلية، تحمل أثار جروح بالسلاح الأبيض والرصاص. وفي الشوارع المجاورة، أحصى الصحافيون 25 جثة مرمية على الأرصفة.
من جهة أخرى سمع اطلاق نار من اسلحة رشاشة ودوي اسلحة ثقيلة فجر اليوم الخميس، وذلك في احياء عدة من بانغي عاصمة افريقيا الوسطى حسب ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس. ويأتي ذلك غداة مجزرة جديدة بالسواطير خلفت 12 قتيلا وجرحى من افراد اتنية البول.
وأعلنت بعثة منظمة أطباء بلا حدود في جمهورية افريقيا الوسطى انها سجلت ثمانية قتلى و65 جريحا في احد مستشفيات بانغي بعد أعمال العنف. وقالت رسالة قصيرة بثتها المنظمة "المستشفى المشترك: 65 جريحا وثمانية قتلى". والأرقام لا تشمل سوى هذا المستشفى ويرجح ان تكون حصيلة الضحايا اكبر.
وانزلقت إفريقيا الوسطى إلى حالة من الفوضى منذ أن سيطر متمردون غالبيتهم مسلمون على السلطة في مارس آذار الماضي مما أدى إلى أعمال عنف طائفية متبادلة. ويتولى حاليا ميشيل غوتوديا زعيم تحالف سيليكا السابق للمتمردين رئاسة البلاد مؤقتا ويجاهد للسيطرة على تحالف فضفاض من المقاتلين بعضهم من المسلحين جاءوا من تشاد والسودان. وهبت جماعات محلية للدفاع، غالبيتها من المسيحيين، بعد وقوع انتهاكات ارتكبها متمردون سابقون.
ي ب/ و ب (ا ف ب، رويترز)