متعة ارتياد الفضاء
دويتشة فلله: ما هي مشاعرك وأنت تراقب إطلاق مكوك الفضاء "ديسكفري"؟
اولريش والتر: حقيقة مشاعر ايجابية جدا، فالأمريكان قد بذلوا كل ما يستطيعون، والمكوك في منصة إطلاق جيدة، نسبة الأمان أكثر من ذي قبل، إنني متأكد انه لن يحصل مكروها.
وما هو مصدر هذه الثقة؟
اطمئنان نفسي. نعم حدثت كارثة في الماضي، وألان يتم الإطلاق مجددا. الناس تنتظر، وتتساءل عما إذا كانت الأمور ستسير هذه المرة على ما يرام؟ طبعا ستسير على ما يرام. رحلات المكوكات الأخرى سارت حتى الآن كما يجب. إذا فلماذا الآن بالذات ممكن أن يتكرر ما حدث مع ان المكوك في وضع أفضل من ذي قبل؟ كلا، فالإحصائيات تقول انه ربما بعد 100 رحلة قد يتكرر ما حدث.
ما هي استراتيجيات التدريب المتبعة لكي يتجاوز رائد الفضاء حواجز الخوف الممكنة؟
لا ينبغي أن نسمي ذلك خوفا، بل هو قلق، وهناك فارق كبير بين الاثنين. اعتقد بان كل رائد فضاء يكون قلقا من حصول شيئا ما، قد يكون قاتلا أثناء رحلته، ولكن ذلك ليس خوفا. وكل رائد فضاء يكون مدربا تدريبا عاليا للتعامل مع كل الأوضاع الخطيرة المحتملة التي قد تطرأ وما يجب عليه وكيف يجب علية ان يتصرف مع أي خطر. وبهذا ينتفي الخوف ويبقى القلق.
على ماذا يتم التدريب تحديدا؟
الإعداد النفسي للتعامل مع الأخطار، وهذا ما تقوم به وكالة ناسا بدقة، حيث يتم التدريب على التعامل مع الأوضاع الغير عادية والتي تشكل نسبة 50% من التدريب.
هل ممكن ان تذكر لنا نوع من التدريبات الشاقة التي شاركت فيها أنت شخصيا؟
مثلا يتم تخيل أن حريقا قد نشب أثناء إطلاق المكوك وبالتالي درجة خطر عالية، الأمر الذي يتوجب معه الخروج من المكوك بأقصى سرعة ممكنة. ويوجد في إحدى الزوايا على منصة الإطلاق سلال يتوجب الدخول إليها والتسلق على الحبال نحو الأسفل لما يقارب مسافة الكيلو متر، ثم الابتعاد عن المكان بواسطة ما يشبه المدرعة الصغيرة. كل هذا يتم التدريب عليه في منصة الإطلاق بدقة متناهية.
هل تتذكر الإحساس الذي كان يخالجك قبل انطلاق رحلتك مع "كولومبيا"؟
بكل تأكيد، هذا شيئي لا يمكنني أن أنساه مدى الحياة. كان مزيجا من التوتر والسعادة، شئنا من هذا وشيئا من ذاك. لأنه لا احد يعرف بالتحديد ما قد يحدث. كل ما يعرفه المرء أنه يجلس على رافعه تزن مابين 2000 إلى 2200 طن ويعرف انه إذا ما حدث مكروه فلن يستطع إن يفعل شيئا. لكن على الجانب الأخر هناك شعور غير عادي بما يحصل لك هنا.
هل يكافئ المرء على هذا الاستعداد الشاق للرحلة؟
المكافأة تتمثل في الرحلة نفسها. لكن المكافأة الأهم هي فرصة البحث العلمي في الفضاء الخارجي. كعلماء فضاء ليس الجلوس في المكوك والنظر عبر النوافذ هو المهم بل الأهم من ذلك أن نطبق ما تعلمناه في الواقع. وهذا هو ما يحقق أقصى درجة الرضا.
هل تتمنى السفر مرة أخرى إلى الفضاء؟
نعم، في أي لحظة. لن أمانع إذا أتيحت في الفرصة للسفر مع المكوك المنطلق اليوم!