متظاهرون يقتحمون السفارة الأمريكية في القاهرة
١١ سبتمبر ٢٠١٢هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها محتجون من صعود سور السفارة الأمريكية بعد نزع الأسوار الحديدية التي كانت تمنع المرور بالشوارع المحيطة بالسفارة. وتمكن بعض المتظاهرين الذين بلغ عددهم بضع مئات وينتمي أغلبهم للتيار الإسلامي من دخول مبني السفارة وإنزال العلم الأمريكي الموجود خلف السور، ثم قاموا بإحراقه. ورفع المتظاهرون مكان العلم الأمريكي علما أسود كتب عليه "لا إله الا الله محمد رسول الله"، وذلك احتجاجا على فيلم يؤكدون أنه مسيء للإسلام أنتجه مصريون أقباط مهاجرون في الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد مصور وصحفية من فرانس برس.
وردد المتظاهرون الذين تواجدوا بالمئات هتافات "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" ونزعوا العلم الأمريكي وسط صيحات الله أكبر، الله اكبر. سفارة الولايات المتحدة في القاهرة كانت قد أدانت "استمرار محاولات بعض الأفراد المضللين لإيذاء مشاعر المسلمين الدينية، كما أدانت محاولات الإساءة للمؤمنين من جميع الأديان". وأكدت السفارة الأمريكية أن احترام المعتقدات الدينية هي حجر الزاوية للديمقراطية الأمريكية. وقالت "نحن نرفض بشدة أفعال من يسيئون استخدام الحق العالمي لحرية التعبير في الإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين".
وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المصرية خلال الأيام الأخيرة معلومات عن فيلم "يسيء للنبي محمد أنتجه مصريون أقباط مقيمون في الولايات المتحدة". إلا أن العديد من الناشطين المؤيدين للديمقراطية ومن بينهم وائل غنيم أبدوا استياءهم من هذه التظاهرة. وكتب غنيم على صفحته على فيسبوك "الهجوم على السفارة الأمريكية يوم 11 سبتمبر وبأعلام ارتبطت في ذاكرة المواطن الأميركي العادي بتنظيم القاعدة لن يفهم عند الرأي العام لديهم بأنه حملة غضب ضد الفيلم (...) بل سيفهم على أنه حملة احتفال بما حدث من جريمة يوم 11 سبتمبر".
وفي واشنطن أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند للصحفيين أن "بعض الأشخاص تسلقوا السور (المحيط بالسفارة) وانزلوا العلم ووضعوا بدلا منه علما اسود ولكنني ربما أكون مخطئا بشأن النقطة الأخيرة"، وذلك في إشارة إلى علم السلفيين. وجاء تصريح المسؤولة الأميركية ردا على سؤال حول ما إذا كان المتظاهرون رفعوا علم تنظيم القاعدة بدلا منه.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان أصدرته عقب إنزال العلم الأميركي من مبني السفارة "تصميم السلطات المصرية على توفير الإجراءات الأمنية الضرورية لحماية كافة السفارات والبعثات الدبلوماسية الموجودة على الأراضي المصرية والعاملين بها". وأضاف البيان أن "أمن السفارات وتوفير الحماية للمبعوثين الدبلوماسيين هو مسؤولية ذات أولوية للسلطات الرسمية لأي دولة" وأن "الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات المصرية منذ انتهاء مرحلة الانتقال السياسي تهدف إلى التأكيد للعالم كله بأن مصر عادت بلد الأمن والأمان".
وكانت السفارة الأميركية في القاهرة قد أصدرت الأحد الماضي بيانا بمناسبة الذكري الحادية عشرة لاعتداءات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر أكدت فيه أنها "تدين قيام بعض الأفراد الضالين بإيذاء مشاعر المسلمين كما تدين أي إساءة إلى أبناء كل الديانات".
وكان مفتي مصر علي جمعة شجب في بيان أصدره "ما قام به بعض المتطرفين من أقباط المهجر من إعداد فيلم مسيء للرسول" معتبرا أن "هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم كونها تحاول النيل من أقدس رمز بشري لديهم وهو نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم". وأكد المفتي رفضه "التحجج بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة" مضيفا أن "الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدساته".
م.م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)