متحف علمي بتصميم عربي متميز في فولسبورغ
بعد إكتمال تشييد مركز العلوم الذي تمّ إفتتاحه في مدينة فولفسبورغ الألمانية، والذي أُفتتح أمام الزّائرين في الرابع والعشرين من شهر نوفمبر2005، قد لا يتسنى مباشرة لمن يزور هذه المدينة ويشاهد هذه التحفة المعمارية، معرفة ما إذا كان هذا الصرح هو مجرّد بناء عادي أم خيال واقعي، صمّم وكأنه مجسّم لسفينة فضاء علمية، تحطّّ في حيّز فضائي واسع، دجّج بفخامة معمارية رائعة، وسخِرت له جميع الإمكانيات، ليصبح هذا المركز قنطرة ذات طابع خاص تربط بين المركز الرئيسي للمدينة ومصنع سيّارات "الفولكسفاجن" الذي تشتهر به مدينة فولفسبورغ.
"الفينو" آفاق علمية وتطلعات مستقبلية
يتكون متحف العلوم في فولفسبيرغ الذي كلف بناؤه 79 مليون يورو من قرص كبير بارتفاع ستة أمتار أنشئ على مساحةٍ قدرها 9000مترمربع، والمتحف هو أشبه بكتلة مثلثية ضخمة تستند على قواعد ومخاريطِ خرسانيةِ وضع بشكل أفقي وكأنه يسبح في الفضاء على موقع مثلث الشكل وظفت فيه المعمارية العراقية البريطانية زهاء حديد عناصر الطبيعة كالماء والهواء والأرض ليمنح الزائرين الفرصةَ لفَهْم علومِ الطبيعة بشكل أفضل.
وتشكّل هذه الهياكل المخروطية التي يتميّز بها هذا المركز مناظر طبيعية داخلية تتسع لـ 250 وحدة تجريبية ومعروضات متفاعلة ما بين فنيّة وثقافية تمنح جميع الفئات من زوّار المركز متعة التعرّف عليها وزيارتها بحرية تحرّك، لا تقيدها الانحناءات المائلة التي إعتمدت عليها زها حديد في تصميم هذا المتحف، عوضاً عن الجدران المستقيمة. كما يَحتوي المتحف أيضاً على قاعة محاضرات ومختبرات، ويمكن للزوّار من خلالها فحص الخلايا والجينات البشرية بواسطة ميكرسكوبات معروضة لهم. وبالإضافة إلى ذلك يتيح المتحف العلمي للدارسين فرصة فهم الظواهر الطبيعيةِ مثل الطقسِ والضوءِ والطاقةِ وعِلْمِ الصوتيات والقوَّةِ. وفضلاً عن ذلك يضم المركز أيضاً مجموعة من الأكشاك ومكتبة ومطاعم تمنح الزائر فرصة للتأمّل والرّاحة بعد التجوال في أروقة المعرض الذي يمتد على مساحة 700 متر مربع، بالإضافة إلى المدخلِ الرئيسيِ.
متحف علمي ....
البنايةَ التي تأخذ موقعاً رئيسياً الى جانب البنايات الرئيسية الأخرى في المنطقة موّلت كليَّاً من قبل مدينةِ فولفسبورغ الألمانية، لتشكل جسرا مهماً يوصل بمتحفِ سيارات الفولكسفاجن الضخم والمشيَّد على موقعِ مُجَاوِرِ للمتحف. ووفقاً لما تراه زهاء حديد من أنّ هذا المبنى ليس "مجرّد تحفة للمساومة، بل يحمل العديد من العناصر الإنشائية التي استخدمت لأغراض وظيفية مختلفة، مثل متاجر لبيع التحف، وأخرى لبيع الكتب والصحف والمجّلات، والمطاعم وغيرها مما يخدم هذا الغرض."
.....أم وجهة للّراحة والتأمّل؟
فالمركز في حدّ ذاته وجهة لمختلف الأغراض التي يمكن أن تجذب الزوّار إليه، فهو يلبي للزائر إحتياجه العلمي والفني والترفيهي، إضافة الى الإرتياح النفسي الذي يناله المارّة خلال مشاهدتهم لأرجاء المتحف الجميلة والرّائعة وهم ينتقلون عبره الى مناطق المدينة الرئيسية الأخرى. ويتوقّع أن يبلغ عدد زوّار هذا المركز 180.000زائر خلال العام الواحد من جميع الأعمار المتباينة، بين صغار السن والمتقاعدين على سبيل المثال، بالإضافة الى السيّاح من داخل ألمانيا وخارجها. هذا ما يأمله المسئولون في هذه المدينة، لما يحتويه هذا المركز من مفاجآت رائعة، قد تترك أثراً كبيراً في نفوس هؤلاء الزوّار، ليعني هذا المركز بعد إفتتاحه شيئا واحداً ومهماً هو الوجه الحضاري والتكنولوجي الذي أضفى لوناً جديدا من ألوان الحياة على مدينة فولفسبورغ.
عمّار بخيت