مبادرة برلمانية ألمانية لتعزيز آليات مكافحة معاداة السامية
٤ نوفمبر ٢٠٠٨صادق البرلمان الألماني/ بوندستاغ اليوم على قرار يهدف إلى تعزيز وسائل مكافحة العداء للسامية، وذلك قبل أيام من حلول الذكرى السبعين لـ "الليلة البللورية"، المشهورة باسم "كريستال ناخت" عام 1938. وقد دشّن النازيون في تلك الليلة المرحلة الأكثر دموية وبطشا في ملاحقة وإبادة اليهود، إضافة إلى تدمير ممتلكاتهم أو مصادرتها.
تعزيز آليات محاربة العداء للسامية
تضمن قرار البرلمان الذي صدر عقب جلسته اليوم الثلاثاء (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008) مجموعة من التوصيات تقوم على دعوة الحكومة الاتحادية إلى تشكيل هيئة من الخبراء تتابع عن كثب الأنشطة المعادية للسامية في ألمانيا. وسيكون من مهامها إصدار تقارير دورية بهذا الصدد. كما يدعو القرار إلى توسيع البرامج التعليمية المتعلقة بحياة وتاريخ اليهود مع تسليط مزيد من الضوء على الواقع الإسرائيلي.
وتنص مبادرة البرلمان أيضا على تحديد المشاريع والخطط التي أثبتت فعاليتها في محاربة المعاداة للسامية حتى يتسنى ضمان تمويلها بشكل دائم. كما تنص على الدعوة إلى إعادة تقييم برامج السياسات الاتحادية للتأكد من نجاعتها في حماية ضحايا معاداة السامية.
ويذكر أن الجرائم المرتبطة بمعاداة السامية تشهد زيادة مطردة، إذ قفزت بنسبة تسعة في المائة العام الماضي، كما زادت على هذه النسبة في النصف الأول من العام الجاري.
التضامن مع إسرائيل من ثوابت الدولة الألمانية
جدد المشرعون الألمان خلال جلسة اليوم تضامنهم مع الدولة العبرية كأحد الثوابت الأساسية في السياسة الألمانية. وأجمعوا على ضرورة اليقظة وأخذ العداء للسامية محمل الجد، لكونه ينتشر في كل الشرائح الاجتماعية ويتستر بأقنعة مختلفة.
وفي هذا السياق أكد برلمانيون ينتمون إلى التحالف المسيحي الديمقراطي على أن مشروعية انتقاد السياسات الإسرائيلية لا يجوز أن تشكل مطية للتضامن مع التنظيمات الإرهابية. وكان هذا جزءا من الانتقادات ضد حزب اليسار متهما إياه بالتعاطف مع حماس وحزب الله. تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا سنت قانونا عام 1985 يمنع إنكار المحرقة باعتباره مهانة لكرامة الإنسان. وفي عام 1994 تم تعديل هذا القانون ليصبح إنكار المحرقة ذا طبيعة جنائية حسب قانون مكافحة التحريض.
إجماع على مضمون القرار وخلاف على موقع حزب اليسار
وقد ألقت الخلافات الدائرة بين التحالف المسيحي الديمقراطي وبين حزب اليسار المعارض بظلالها على النقاش الذي رافق المصادقة على هذا القرار، اذ كان التحالف يرغب في أن تشير إحدى فقرات المسودة إلى أنه كانت لألمانيا الشرقية سابقا يد في ملاحقة اليهود فضلا عن عدم اعترافها بالدولة العبرية، معتبرا أن الموقف التقليدي لليسار لم يتغير بهذا الخصوص. أما حزب اليسار فانتقد بشدة التحالف المسيحي على المساواة التاريخية التي يضعها بين الإيديولوجية النازية وألمانيا الشرقية كدولة، وهو يرفض بشدة تورط الأخيرة في تعقب اليهود.