Global Media Umwelt
١٨ يونيو ٢٠١٠"اغرس شجرة من أجل بيئتك" هو إسم مبادرة عالمية منظمة من طرف تلاميذ ينشطون في مجال البيئة في دول كثيرة من العالم، وتهدف المبادرة الى غرس مليون شجرة في كل بلد من العالم. ويرجع الفضل في تأسيس هذه المبادرة إلى الطفل الألماني فيليكس فينكبينر الذي لم يتجاوزعمره اثني عشر عاما.
وقد ولدت فكرة إطلاق هذا المشروع عندما كان فيليكس، يحضِر لمحاضرة حول البيئة قبل ثلاث سنوات، وتعرف من خلال بحثه في الموضوع على الناشطة الكينية في قضايا البيئة فنجاري ماتياس الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي قامت بغرس أكثر من 30 مليون شجرة، ليستوحي منها فكرة غرس مليون شجرة والتي يشاركه فيها تلاميذ آخرون في أكثر من 72 بلدا.
ودعما لمجهودات التلميذ فيليكس في المحافظة على البيئة تمت دعوته لحضور حفل افتتاح منتدى دويتشه فيله الإعلامي السنوي، والذي ينظم في الفترة الممتدة بين 21 إلى 23 يونيو/ حزيران 2010 تحت شعار "الإعلام والتغيرات المناخية".
الأشجار تحمي البيئة
ومن المنتظر أن يشكل منتدى دويتشه فيله الإعلامي فرصة للتلميذ فيليكس فينكبينر كي يلتقي مع شخصيات كبيرة ناشطة في مجال البيئة مثل الحائز على جائزة "نوبل البديلة" هيرمان شيير ورئيس المجلس الدولي للطاقات المتجددة الذي يشارك بدوره في هذا الملتقى.
وقد قال شيير إن مكافحة التغير المناخي الذي يشهده العالم لا يجب أن تقتصر على الزيادة في حجم انتاج الطاقات المتجددة فحسب، بل كذلك العمل على تخفيض نسبة تسرب انبعاث ثاني أكسيد الكربون. ولن يتم ذلك، في رأي شيير، الا بالزيادة في عدد الغابات والقيام بحملة للتشجيع على غرس الأشجار، مدعما بذلك وجهة نظر التلميذ فيليكس.
وحسب منظمي منتدى دويتشه فيله الإعلامي فإن فعالياته لهذا العام ستعرف تنظيم أكثر من 50 تظاهرة. وسيشكل هذا الملتقى، وعلى امتداد ثلاثة أيام، فضاء تلتقي فيه شخصيات من عالم السياسة والإعلام والبحث العلمي وممثلين لمنظمات حكومية وغير حكومية لمناقشة قضايا التغير المناخي وسبل مكافحته. كما سيبحث الملتقى الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في المحافظة على البيئة.
الحفاظ على البيئة أمل معلق على الشباب
وأفادت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد "سينوفاتي" بالتعاون مع مؤسسة دويتشه فيله في 18 بلدا، أن نسبة الأشخاص الذين لايبالون بالأضرار المستقبلية التي يمكن أن تنجم عن التغيرات المناخية قد ارتفعت من أربعة بالمائة في عام 2008 إلى ثمانية بالمائة في عام 2010.
وسيتم في منتدى دويتشه فيله الإعلامي بحث الأسباب النفسية الكامنة وراء هذه النتيجة، حيث سيقدم الصحافي والمعالج النفسي مارك براين نظريته في الموضوع، والتي تتلخص في أن الأشخاص الذين تعودوا على امتداد سنوات طويلة على استعمال وسائل الطاقة القديمة مثل الفحم والغاز، يصعب عليهم نفسيا في مراحل عمرهم المتقدمة أن يتحمسوا لإستعمال وسائل الطاقة البديلة مثل الرياح والشمس.
ويملك التلميذ فيليكس بدوره رأيا خاصا فيما يتعلق بتباين ردود فعل الشباب وكبار السن إزاء موضوع حماية البيئة، وهو يعتمد على تفسير حسابي كما يوضح:" بالنسبة لنا نحن الأطفال فإن المستقبل يعني 80 أو 90 سنة مقبلة، أما بالنسبة لأغلبية الكبار فيعني لهم المستقبل فقط 20 إلى 40 سنة مقبلة. ويضيف قائلا إن " معظم كبار السن لا يدركون شعورنا عندما نسمع بموت 30 ألف طفل في العالم بسبب الجوع، وهذا العدد يرتفع للأسف بسبب تلوث البيئة". بهذه الأفكار وبنشاطات مختلفة مثل: السفر من بلد لآخر واللقاء مع مسؤولين مهمين خاصة في البرلمان الأوروبي والقيام بغرس الأشجار داخل بلاده، يحاول فيليكس القيام بدور مؤثر من أجل إنقاذ وحماية بيئته.
الكاتب: ماتياس فون هاين/هشام الدريوش
مراجعة: منصف السليمي